هل يعذب الله الزاني في أهله؟ ما هي عقوبة الزنا؟ هناك أسئلة كثيرة يطرحها البعض حول مسألة عقوبة الزاني عند الله تعالى؛ لقد أجاب القرآن والسنة على كل هذه الأسئلة، مما قد يكون سببا في عزوف الإنسان عن قبول حياته. سوف يشرح ذلك من خلال

هل يعذب الله الزاني في أهله؟

إن انتشار فجور الزنا وسوء انتشاره بين الناس اليوم قد يكون بسبب ضعف النفس وإغراءات الشيطان لارتكاب الكثير من الفاحشة.

وهذا ما حدث لبعض الأشخاص الذين ارتكبوا الزنا، ولكنهم بعد ذلك ندموا بشدة على ما فعلوا، خاصة بعد تعرض أسرهم للعديد من الأزمات الصحية والمالية، حتى أن بعض المصائب بدأت تؤثر على جميع أقاربهم، وخاصة حياتهم الخاصة. ولهذا يسألون أولادهم: هل يعاقب الله من يزني في الأسرة؟

كما يقول بعض هؤلاء: “إذا دفعوا فإن هذا الإثم الكبير يقع على أولادهم أو على أحد أهلهم”. لكن الإجابة على هذه الأسئلة تعتمد بشكل أساسي على حالة الشخص، هل استمر في ارتكاب ذلك الفعل المنافي للأخلاق أم أنه ندم عليه ندمًا صادقًا.

ومن الجدير بالذكر أن إجابة سؤال “هل يعذب الله الزاني في أهل بيته” وردت في القرآن الكريم عندما قال الرب تعالى:

(ولا تحمل وازرة وزر أخرى وإن دعيت امرأة تحمل وزراً فلا يحملها أحد منهم ولو كانت ذات قربى) إنك تحذر الذين يخشون ربهم بالغيب. وصل. ومن تزكى روحه فلا يطهر إلا لنفسه. ويكون لله.)

[سورة فاطر: الآية 18]

وهذه الآية الكريمة تحمل الجواب على قول الله تعالى:ولا يحمل وازرة وزر غيرهوهذا يعني أن كل نفس لها وزرها وأثقالها، وثقل الأفعال التي ارتكبتها في الحياة، ولن يعاقب عليها إلا ذلك، ومن هنا يأتي جواب السؤال. هل يعاقب الله الزاني مع أهله؟هو لا.

كما يقول الله تعالى في القرآن:

(ليس لكل نفس إلا منفعتها، ولا يزر وزر وزر آخر.)

[سورة الأنعام: الآية 164]

بمعنى آخر، أصل هذه الآيات يوضح أنه لا يتحمل أحد مسؤولية أحد، وأن كل شخص سيحاسب على ذنوبه.

إلا أن أهل الزاني قد يتضررون من تصرفاته، فما يحدث لهم يمكن أن يكون عبرة ونصيحة للزاني حتى يقلع عن منكره، ويعيد النظر في ما فعله من سوء.

عقوبة الزنا في الدنيا والآخرة

تختلف عقوبة الزنا من شخص لآخر في عدة أمور، منها ما إذا كان الشخص متزوجًا أم لا؛ لأن العلماء اختلفوا في تخفيف العقوبة الشرعية، وهي الجلد أو الرجم، إذا استمر الشخص على هذا السلوك. المشكلة وعليك أن تقرر أن تفعل ذلك دون ندم.

أما إذا تاب توبة نصوحاً بينه وبين ربه فلا عقوبة على فعله إذا لم يعلم به إنسان، وهذا على رأي الفقهاء. فإذا ارتكبها شخص واحد خففت العقوبة، أما إذا تصاعدت الحادثة فلا يمكن تخفيفها، وبالنسبة للحاكم فإن ذلك واضح في آيات الله تعالى:

( العنوا الذين جاءوا منكم فإن تابوا وأصلحوا فاعرضوا عنهم إن الله غفور رحيم ) .)

[ سورة النساء: الآية 16]

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن عقوبة الزنا في الآخرة تقتصر على العقوبة التي ينالها من ربه على الفاحشة التي ارتكبها دون توبة، كما حذر الله عز وجل الزاني، وأصر وأصر على هذه المسألة. وهذا واضح في قول الله تعالى.

(والذين لا يعبدون من دون الله إلهاً آخر، والذين لا يقتلون النفس التي حرم الله بغير الحق، والذين لا يزنون، فمن يفعل ذلك فسوف يلقى سماً.)

[سورة الفرقان: الآية86]

فالتوبة هي الخيط الرفيع الذي يفصل بين العقوبة والإفلات من العقاب، والله تعالى يبشر التائبين كأنهم لم يرتكبوا ذنبا، كما أن الله يحب التائبين، وهذا ينكشف. على قول تعالى:

(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.)

[سورة البقرة: الآية 222]

أما بالنسبة للمتزوج فقد تكون عقوبة الزنا أشد وأقسى، وعقوبة ذلك في العالم هي الرجم حتى الموت، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بوضوح. (إلهي عندما أمروه بقتله ورجمه كنت أول من أطاع أمرك.)أما العقوبة في الآخرة فإن عقوبة المتزوج الذي يرتكب الزنا يمكن أن تكون ثقيلة جداً عند الله تعالى.

كيف يمكن التكفير عن جريمة الزنا؟

لأن الزنا من كبائر الذنوب، أي أنه من كبائر الذنوب وحدودها التي لا يمكن تجاوزها، وهذا يعني أنه لا يحتاج إلى كفارة، بل يتطلب من الإنسان التوبة النصوح دون رجوع مرة أخرى. ويجب عليه بالإضافة إلى ما فعله قبل التوبة أن يتقرب إلى الله عز وجل بالصيام والصلاة والندم على الذنب العظيم الذي ارتكبه.

كما تجدر الإشارة إلى أن توبة الرجل المتزوج لا تختلف عن توبة الرجل المتزوج، أي أنها لا يمكن اعتبارها من المسائل التي توجب الكفارة في كل حال.

وفي سياق معرفة هل سيغفر الله للزاني، يمكن معرفة ذلك من خلال علاقته بالرب، أي أنه يجب على الإنسان أن يزيد من طاعة الله عز وجل حتى تبدل سيئاته حسنات. ويعمل ويستغفر لجميع الذنوب التي ارتكبها، وهذا واضح في قوله: “تعال إلى هنا”:

(إلا الذين تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما).

[ سورة الفرقان: الآية 70]