هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟ ما هي شروط التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟ بما أن الله خلق للإنسان أعضاء كثيرة، وهذه من نعم الله على الإنسان، إلا أن فقدان أحد هذه الأعضاء يمنع الإنسان من النشاط في بعض الأمور، ومن خلال هذا سنجيب هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت؟ .

هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟

بعض الناس لديهم الرغبة في التبرع بأعضائهم بعد الموت، وهذا قبل أن تتوقف أعضائهم عن العمل، وهذا يحدث مع انتشار المسلمين في الدول الغربية، ويمكن لكل مواطن أن يكتب اسمه في القائمة حتى يتم أخذ الأعضاء السليمة من له بعد الموت .

وقد أثار هذا الموضوع جدلاً كبيراً، حيث تساءل الكثيرون عما إذا كان التبرع بالأعضاء بعد الموت أمراً مقبولاً. وقد تباينت آراء اللاهوتيين حول هذه القضية، ولكن الإجابة العامة على هذا السؤال كانت: نعم هذا مقبول من خلال استيفاء بعض الشروط المهمة.

شروط التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

يحب الإنسان لقاء ربه ويكون رصيد حسناته ثقيلا، ووجود أعضاء جسدك في جسد شخص آخر يزيد من حسناتك لأنك ساعدت شخصا على أن يعيش حياته بشكل أفضل دون أن يعاني من مشكلة فقدان أحد أعضاء الجسم . ثم السؤال الشائع هو: هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت؟ وكانت الإجابة نعم، ولكن بشروط معينة، وهي:

نحن ندعوك للقراءة

  • يجب ألا تكون الأعضاء المتبرع بها أعضاء مرتبطة بأعضاء وراثية أو تتحكم في أصل الشخص، مثل الخصيتين عند الرجال، والمبيضين عند النساء، والخلايا العصبية. فهذا حرام لاختلاط السلالات.
  • يجب أن يكون المتبرع بكامل قواه العقلية وتجاوز سن البلوغ.
  • يجب أن يكون التبرع بقصد أن تكون أعضاء جسدك صدقة للآخرين ولا يمكن استبدالها أو بيعها.
  • يجب أن يكون المتبرع أصيلاً، مما يعني أنه لا أحد يريد قتله. وهذا لا ينطبق على المسلمين فحسب، بل ينطبق أيضًا على الكفار المسالمين، أي غير المسلمين الموجودين في بلدان أخرى وليس لديهم أسلحة ضد المسلمين. وأما الكافر المتشدد فلا يجوز له التبرع بالأعضاء لأنه لا عهد معه.
  • ومن المهم أن يترك الإنسان وصية بالتبرع بأعضائه بعد وفاته، إذ لا يجوز أخذ أعضاء من شخص بعد وفاته دون علمه وهو على قيد الحياة.
  • وإذا كانت الرغبة في التبرع بالأعضاء هي الحصول على أموال للورثة، فإن التبرع في هذه الحالة غير مقبول ومحرم.
  • يجب أن يكون العضو المأخوذ من شخص متوفى سليما وخاليا من التلف أو المرض.

اتخاذ القرار بشأن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

ومن المهم أن يكون لدى الشخص المتبرع دليل واضح على أن التبرع بأعضائه غير محظور إذا توفرت فيه الشروط اللازمة. وليس هناك دليل أفضل من كتاب الله تعالى وسنة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث أن أحكام التبرع بالأعضاء بعد الموت هي كما يلي: الآيات القرآنية والأحاديث:

  • (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) [سورة المائدة: الآية 32]فهذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان الذي يتبرع بأعضائه لصالح الناس، من أجل الرغبة في إحياء النفس والحصول على كافة حقوقها في الحياة، يزيد بذلك من حسناته.
  • قالت أسماء بنت أبي بكر: أتتني أمي وهي على عهد قريش، إذ عاهدهم. فشاورت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أتتني أمي برغبة، فما الدعاء لأمي؟ قال: نعم، ادع لأمك.وهذا يدل على جواز التبرع بأعضائه للكافر المسالم.
  • (ويؤثرون على أنفسهم ولو كانوا فقيرا والذين يهربون من بخلهم هم الفائزون). [سورة الحشر: الآية 9]تدل هذه الآية على أن الإنسان الذي بعد الموت يضحي بأعضائه من أجل الآخرين وينتصر على الشيطان نفسه، ينال النصيب الأكبر من الحسنات والأجر.
  • (وكرمنا بني آدم وهدينهم في البر والبحر ورزقناهم منافع وفضلناهم على كثير ممن خلقناهم تفضيلا). [سورة الإسراء: الآية 70]وفي هذه الآية حكم مهم في التبرع بالأعضاء، بشرط أن يكون التبرع من عضو أو عضوين على الأكثر. ولا يجوز التبرع بأعضاء كثيرة حتى لا يصبح الجسم خاليا، وهذا يتنافى مع إكرام الله للإنسان.