هل يمكن استئجار مريض الوسواس القهري؟ هل الوسواس القهري من آفات الدين؟ بما أن الوسواس القهري هو أحد وساوس النفس التي تجعل الإنسان يتصرف بشكل لا إرادي ويخالف الشرع، فهل يثاب مريض الوسواس القهري أم يتحمل المسؤولية؟ فالمؤمنون يخافون أن يتأثر خيرهم بكثرة سيئاتهم، ويكثر شرهم بفعل لا يستطيعون السيطرة عليه، ولذلك سنحاول أن نجد إجابة مفيدة لهذا السؤال.

هل يمكن استئجار مريض الوسواس القهري؟

الوسواس القهري هو أحد الأمراض التي يمكن أن ينزلها الله على عباده بحسب حكمته، وليس من الضروري أن تكون هذه المصيبة نتيجة ذنوب، أي أن الله يعطي المصائب لتكفير ذنوب عبده. وكما هو معلوم فمن الممكن أيضاً أن تكون هذه المصيبة اختباراً من الله لصدق العبد ودرجة صبره على هذه المصيبة، ولذلك يعتبر الوسواس القهري من المصائب التي يثاب عليها المؤمن. ومن جهده وصبره الهروب. إن الله لا يضيع أجر المحسنين.

هل الوسواس القهري مرض حقيقي؟

اضطراب الوسواس القهري أو العصاب القهري، أو ما قد يسميه علماء النفس اضطراب الوسواس القهري، هو مرض عضوي ينتج عنه خلل في بعض الناقلات العصبية، وهذه أفكار يعرف المريض وجودها جيدًا. فهو غير عقلاني وساذج، لكن ليس لديه القدرة على التحكم فيها، وكما يقول علماء النفس فإن هذه الأفكار لها أسئلة لا إجابة لها.

  • وقال الشيخ حسن الصفار إن هذا من الأمراض التي يعاني منها المريض، فينشغل عقله بأفكار قد لا يكون لها معنى في حد ذاتها، لكن هذه تدفعه إلى القيام بأعمال لا ترضيه دون القدرة ليتحكم. أو يمكنك التحكم بهم وجعلهم يتفاعلون بشكل غريب حتى مع ذلك.
  • وقدم ولمان العالم المتخصص في علم النفس تعريف اضطراب الوسواس القهري فقال: يغزو هذا المرض أفكار المريض ويحولها إلى أفكار غير مرغوب فيها ويدفعه إلى تصرفات لا يستطيع السيطرة عليها، ويمكن لأفكاره أن تركز على نقطة واحدة . فكرة أو فعل أو عدة أفكار تتكون من أفعال بسيطة مثل غسل اليدين بشكل متكرر، قد يدرك المريض أن فعله غبي، لكنه قد يشعر بعدم الارتياح والاختناق إذا تجنب القيام به أو وجد أنه لا يستطيع السيطرة عليه.

أنواع الوسواس القهري

وكما قلنا فإن مريض الوسواس القهري يعلم جيداً أن الأفكار والرغبات التي وضعها المرض في ذهنه خاطئة ولا أساس لها من الصحة، وأنه قد يشعر بعدم الارتياح للقيام بأشياء لا يريدها أو يعتقد أنها خاطئة، وهناك مرضى وهناك أنواع عديدة من اضطراب الوسواس القهري وسنتعرف على بعضها فيما يلي:

1- وسواس التنظيف

وتتمثل مثل هذه الهواجس في خوف المريض من الجراثيم والجراثيم، مما يجعله يقضي الكثير من الوقت في التنظيف حفاظاً على سلامة نفسه وعائلته، ويستمر في غسل يديه عدة مرات بعد لمس الباب. استخدام المراحيض العامة وربما بعد ملامسة يد صديق أو أحد المعارف قد يؤدي إلى فقدان العلاقات مع الآخرين.

كما يستغرق المريض وقتًا طويلًا نسبيًا للاستحمام وتنظيف جسمه، وقد يستمر في فرك جسده حتى ينزف. كما أنه ينفق الكثير من المال على المنظفات والمعقمات القوية لدرجة أنه يقوم بشكل متكرر بتنظيف الأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة. يتسبب في تلف الهواتف مما يؤدي إلى خسارة أمواله.

2- الوسواس العقلي أو الفكري

وقد يخاف المريض من الناس كما يخاف من الجراثيم، أو على الأرجح قد يكون ذلك بسبب سوء المعاملة في الماضي أو الحاضر.

ولذلك فإن المريض المصاب بالوسواس العقلي قد يخاف من الكلمات التي تثير ذكريات مؤلمة، مما يجعله يشعر بالذنب والمسؤولية عن تلك الذكرى، وقد يجعله يخاف من الأشخاص الذين تسببوا في وجود تلك الذكرى.

3- وسواس الإيذاء

وهي مختلفة تماماً عن الهواجس التي ذكرناها سابقاً. وفي هذا الوسواس لا يخاف المريض على نفسه من أي شيء، بل يخاف من الناس ومن نفسه، ويخاف من إيذاء من حوله، وتكون لديه أفكار عن نفسه باستمرار. – المشاركة في أعمال العنف، مثل طعن أو ضرب أحد أفراد الأسرة، أو محاولة إيذاء الآخرين. – دفع صديق بدون سبب، أو دفع طفل أو شخص مسن أمام السيارة أو القطار.

لكن ما لا يعرفه هذا النوع من المرضى المهووسين هو أن تحقيق هذه الرغبة سوف ينفره من الجميع، لكن تكرار هذه الأفكار في دماغه سيزيد من قلقه، ويجعله يشعر بالذنب، ويسبب الخوف الناتج. هذه الأفكار وقوتها تدفعه إلى الابتعاد عن الشخص الذي يحبه، خوفاً من أن تقوى هذه الأفكار فيحاول تحقيقها.

ننصحك بالقراءة

4- الهوس في المجال الديني

ويحدث المرض أيضاً في أضعف أجزاء الجسم، حيث يقلق المريض من عدم الإصابة بالمرض، كما يحدث الوسواس في أهم القضايا بالنسبة للإنسان، وربما إذا كان الشخص متديناً ويولي أهمية للشريعة والفرائض الإسلامية. فإذا قام بواجباته ومسؤولياته تجاه ربه على أكمل وجه، فقد يصبح مهووساً بالدين.

وهو نوع من الوسواس الذي يدفع صاحبه إلى التشكيك في اعتقاده، هل هذا صحيح، وما فائدة هذه العبادة، ولماذا لم يستجب لي ربي، وما شابه ذلك من الأسئلة، ولعل هذه الشكوك تدفعه إلى الرحيل. فيتوقف عن الصلاة وفعل الخير، وربما يقوده هذا الوسواس إلى حد الإلحاد.

5- الهوس بالاحتكار

يميل الناس إلى إخفاء شيء ما لتذكيرهم بكل حدث مهم في حياتهم، لكن إذا تمادى الأمر أكثر من اللازم، فمن الممكن أن يتحول إلى هوس يسمى هوس الاكتناز. الأكياس البلاستيكية والصحف القديمة وغيرها، خوفًا من أن يحتاجوها في المستقبل، وسبب احتفاظهم بأشياء عديمة الفائدة، ورؤيتها كذكرى لشخص عزيز عليهم، والتخلص منها سيجعل ذلك الشخص حزينًا.

يمكن أن يكون هذا الهوس من أخطر أنواع الوسواس القهري، لأن تخزين الأشياء القديمة سيصبح مصدرًا للتلوث في المنزل ويمكن أن يسبب أمراضًا خطيرة لأفراد الأسرة.

6- وسواس الشك والسيطرة

وقد يكون لهذا الهوس علاقة بمعدل النسيان لدى المرضى. يحتاج الأشخاص الذين يعانون من النسيان الشديد إلى التأكد من أنهم قاموا بإجراء ما أو أكملوه بشكل صحيح، مثل التأكد من إطفاء الأضواء وصنابير المياه عند مغادرتهم. فحص الأغراض الشخصية داخل المنزل أو قبل السفر وأيضا، وهذا لا يعتبر هاجسا كغيره من الهواجس، فقد أصبح النسيان مرضا شائعا حتى بين الأطفال.

7- أنواع الوسواس القهري

هناك أنواع أخرى من اضطراب الوسواس القهري أقل خطورة ولكنها أكثر شيوعًا من الهواجس الأخرى، مثل: الوسواس القهري، والذي يعني قضاء الكثير من الوقت في ترتيب المنزل أو الحصول على التنسيق بطرق مختلفة، واضطراب الوسواس القهري، وهو مرض الوسواس القهري. السيطرة على النفس بسبب الخوف المبالغ فيه وهو الخوف من فقدان القدرة.

هل الوسواس القهري من عمل الشيطان؟

قال الله تعالى: “”من شر الوسواس”” في سورة الناس/الآية 4، الوسواس من عمل الشيطان، ووسيلة الشيطان في أذن العبد تجعله يشك في كل ما حوله وينصحونه بالتقرب إلى الله والتذكير بأشياء كثيرة تجعله يشعر بالذنب على تقصيره وتزيد حالته سوءاً.

وعندما يستمع لنصائحهم ويتبعها لا تتحسن حالته، وهو ما يجيب على السؤال: هل يثاب مريض الوسواس القهري، لأن الجهد في التغلب على وسواس الشيطان يؤتي ثماره بشكل عام. ويصيب مريض الوسواس القهري أكثر من غيره، فيكون أجره مضاعفاً إن شاء الله.

علاج الوسواس القهري

الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية والعصبية التي يعاني منها 2% من المجتمعات، ورغم هذه النسبة الضئيلة إلا أنها تعتبر نسبة كبيرة من الناس، ففي الولايات المتحدة مثلا تصل هذه النسبة إلى أربعمائة وتسعين ألف مواطن.

إن وجود هذه النسبة الهائلة دفع العديد من الأطباء النفسيين إلى القيام بمحاولات عديدة لإيجاد علاج مناسب لهذا المرض؛ على سبيل المثال، من الممكن تحقيق نتيجة أفضل عندما يتم الجمع بين العلاج الدوائي بالتشاور مع الطبيب وجلسات العلاج النفسي الخاصة. يجب أن يؤخذ نوع الهوس بعين الاعتبار عند تناول الأدوية والعلاج أثناء الجلسة. قبل البدء في العلاج، فإن النوع المختلف من اضطراب الوسواس القهري سيؤدي إلى اختلاف طريقة العلاج.