إن كتابة وعرض موضوع النظافة الشخصية أمر لا يمكن إنكاره أو التقليل من أهميته. إن نقاء الإنسان جزء لا يتجزأ من شخصيته، وإذا لم يكن الإنسان طاهراً، تدنت قيمته ومكانته شيئاً فشيئاً. من خلال هذا الموضوع سنتناول أهمية النظافة الشخصية وقيمة الإنسان ومكانته، النظافة وماذا تعني النظافة في الدين.

الموضوع يدور حول النظافة الشخصية .

أهمية أي موضوع يتعلق بالنظافة الشخصية تكمن في أهميته كركيزة أساسية للحياة لكل من الفرد والمجتمع، فكلما كان الإنسان أنظف كلما كان أكثر سعادة وراحة وثقة أكبر، وهذا يؤدي إلى نشر هذه القيمة. بين أفراد المجتمع ككل، وهذا سيجعل الحياة أكثر إرضاءً وراحة للجميع.

كل إنسان هو انعكاس للبيئة والوطن الذي أتى ونشأ فيه، وربما انعكاس ورمز للدين والمجتمع الذي ينتمي إليه ويقبله، وهذا من أهم الأمور التي يجب أن نركز عليها . وفيما يتعلق بأهمية النظافة الشخصية يتضح لنا ما يلي:

1- حسن المظهر

كلما كان الإنسان طاهراً على المستوى الشخصي، كان مظهره أجمل وأنقى وأبهى. وهذا ما يجعل الناس يقتربون منه أو يتجنبونه دون تردد. المظهر الجيد هو ما يترك الانطباع الأول عن أي شخص. ويجعل ذلك من أسباب إدانة شخصيته، فكلما كان نظيفا وذو مظهر لائق كلما زاد احترام الناس له وحبهم.

2- القدرة على التركيز

النظافة الشخصية تجعل الإنسان أكثر قدرة على التركيز لإنجاز المهام الموكلة إليه، فيتمكن من إنجازها بسرعة وكفاءة كما أنها تمد الإنسان بمستوى عالي من النشاط وتخلق شعوراً بالراحة والانتعاش، خاصة إذا كان ذاهباً خلال الأوقات العصيبة والصعبة من العام مثل الصيف.

3- الثقة بالنفس

يكون الإنسان الذي يحافظ على نظافته الشخصية أكثر حركة ونشاطاً بين الناس وفي كل مكان، وذلك لثقته بنفسه وإدراكه أنه لا يسبب إزعاجاً لأحد برائحته الكريهة. الروائح المنبعثة من جسم الإنسان.

4- الوقاية من الأمراض

كلما زاد اهتمام الإنسان بنظافته الشخصية، كلما زادت صحته، حيث يحمي نفسه من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب التلوث وقلة النظافة والعناية الشخصية، مثل التسمم، الجرب، الالتهابات المعوية. الكوليرا. الالتهابات الفيروسية والتهابات العين والجلد والقمل والأنفلونزا والدوسنتاريا.

بالإضافة إلى أن النظافة والعناية الشخصية تحد من انتشار الجراثيم وانتقال الفيروسات المسببة لكل هذه الأمراض على المستوى الجسدي والصحي. إلا أنها تؤثر أيضاً على الصحة النفسية، حيث أن النظافة الشخصية تحمي من خطر الإصابة بالاكتئاب أو التوتر.

النظافة في الإسلام

وأهم ما يجب الانتباه إليه في موضوع النظافة الشخصية هو أنها من الأمور البالغة الأهمية التي أمرنا بها الدين الإسلامي وأوصى بها. وقد ذكر الله تعالى أكثر من قرآن في كتابه الكريم. آية تدعو المسلمين إلى الطهارة والنظافة، مؤكدة على أن النظافة مؤشر الإيمان والاستقامة.
(ويسألونك عن المحيض قل هذا آثم فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن كما أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.)
[سورة البقرة، الآية رقم 222]

إذا كان المسلم لا يهتم بطهارته ونزاهته أو يلجأ إلى كل ما هو نجس ونجس فهو شرير ولا يؤمن به، والله لا يحب أن يكون المسلم نجساً، لذلك لا ينبغي لمسلم أن يكون نجساً. أن يكون المسلم إلا طاهراً مطهراً.
(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فتطهروا وإن كنتم جنباً، فتطهروا، فإن كنتم مرضى، أو على سفر، أو غائط أحد منكم، أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا، وإنه عيد طيب، فامسحوا بوجوهكم، بأي شيء سيجعل الله عليكم من حرج ولكن يريد أن يطهركم ويتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون.)
[سورة المائدة، الآية 6]

تتحدث هذه الآية الكريمة عما يفعله المسلم عندما يتوضأ، فالوضوء هو شكل من أشكال النظافة والنظافة والعناية الشخصية، وتشير إلى أن الله أوجب على الإنسان الوضوء لأنه ينقي كل مسلم ويطهره، فكن حينها بطريقة روحانية حاسة. أو المستوى الجسدي .
(لا تقم فيه أبدا، لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، إن فيه أقواما يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين)
[سورة التوبة، الآية رقم 108]

نحن ندعوك للقراءة

حديث النبي عن الطهارة

وكل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مأخوذ من كلام الله. ولم يتكلم من تلقاء نفسه، بل كان هذا كله وحياً مرسلاً إليه من الله. ونصح كل مسلم بالاهتمام والنظافة الشخصية لأنها من الإيمان بالله ودينه ورسوله.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة رأتها عيناه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من وجهه كل خطيئة أذنبها». ليذهب من يديه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، ومن رجليه خرجت كل خطيئة مشت عليها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب».
رواه أبو هريرة ورواه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

وعن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وتقليم الأظافر، وغسل الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقطع الماء. قال زكريا: قال مصعب: نسيت العاشرة إلا أنها المضمضة. وأضاف قتيبة أن وكيع قال: “إن تقليل كمية الماء يعني التطهير بالتطهير”.
رواه السيدة عائشة ورواه الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم، مقرر الحديث: صحيح، الإسناد.
“إذا توضأ أحدكم فليدخل في أنفه ثم لينفث، ومن استعمل الرماد الطاهر فليمسحه، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يستعمله” “. تركه في الوضوء؛ لأنه لا أحد منكم يعلم أين باتت يده.
رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح، إسناده.
“ألم يجد ذلك مهدئا لشعره؟ ورأى رجلاً آخر عليه ثياب وسخة، فقال: ألم يجد هذا الرجل ماءً ليغسل ثيابه؟
رواه جابر بن عبد الله ورواه الألباني المصدر: صحيح أبي داود، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

كيفية المحافظة على النظافة الشخصية

إن كتابة موضوع عن النظافة الشخصية يشجعنا على شرح كيف يمكن لكل شخص أن يهتم بنظافته الشخصية، ومن الجدير بالذكر أن النظافة الجسدية أو الشخصية لها أكثر من جانب، ولكل جانب من هذه الجوانب نوع معين من العناية، وهذا وهو ما يتضح لنا من خلال ما يلي:

1- نظافة الجسم

في إطار عرض موضوع النظافة الشخصية، تعني نظافة الجسم العناية الدقيقة بالجسم والشعر، ويتم ذلك على النحو التالي:

  • الاستحمام يومياً أو على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع.
  • الحرص على تناول الأطعمة الصحية لأن الأطعمة غير الصحية تزيد من رائحة العرق.
  • نتف الشعر في منطقة العانة.
  • التخلص من شعر العانة باستخدام ماكينة الحلاقة الشخصية، والتي يجب تطهيرها جيداً قبل الاستخدام.
  • استخدمي شامبو الشعر الجيد لتنظيف شعرك باستمرار والتخلص من الزيوت التي تتراكم فيه.
  • تأكد من تقليم أظافر يديك وأظافر قدميك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
  • استخدام مزيلات العرق الطبيعية مثل الشب.
  • أحاول التخلص من الوزن الزائد، فهو يسبب نفاذية ورائحة العرق الكريهة.
  • تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة معينة مثل الكارينا والألياف الصناعية والبوليستر وغيرها لأنها تسبب رائحة عرق كريهة للغاية.

2- نظافة الفم

نظافة الفم جزء لا يتجزأ من النظافة الشخصية، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتنظيف الفم والأسنان. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لولا أن أشق على أمتي أو قومي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».
رواه أبو هريرة وعلي بن أبي طالب ورواه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

أما بالنسبة لطريقة العناية بنظافة الفم والأسنان فتتم على النحو التالي:

  • استخدمي السواك مرتين في اليوم على الأقل.
  • مضغ العلكة الخالية من السكر، لكن هذا قد لا يكون مناسباً للأشخاص الذين لديهم حشوات أو مواد مركبة في أسنانهم.
  • علاج أو إزالة التهاب اللوزتين، حيث أن التهاب اللوزتين يسبب نمو فطريات في الفم ورائحة كريهة.
  • التوقف عن تناول الثوم والبصل قبل الخروج من المنزل.
  • شرب الكثير من الماء يوميا.
  • تأكد من زيارة طبيب أسنانك مرة واحدة على الأقل في السنة لإزالة الجير من أسنانك وتنظيفها جيدًا، لأن ذلك يسبب رائحة الفم الكريهة.
  • نظف أسنانك مرة واحدة على الأقل يوميًا.

3- نظافة الملابس

نظافة الجسم والمظهر أمر بالغ الأهمية للنظافة الشخصية لكل شخص، ويجب الاهتمام بنظافة الملابس من خلال:

  • ارتداء ملابس خارجية نظيفة.
  • تأكد من تغيير ملابسك الداخلية مرتين في اليوم.
  • تأكد من تغيير الغطاء وغسله يوميًا.

إن أي موضوع يتعلق بالنظافة الشخصية يدل على ضرورة الاهتمام بهذا الأمر بصحة الإنسان الجسدية والنفسية، فالإنسان أشرف المخلوقات وأشرفها، وما ينبغي إلا أن يكون طيباً طاهراً.