من حرر الحرم من جهيمان؟ ما هي أحداث هذه الحادثة؟ إن للمسجد الحرام في مكة المكرمة قدسية خاصة في ديننا وقلوبنا، كما أن أراضي المملكة العربية السعودية لها أيضاً مكانة خاصة لما تحتويه من أراضي مقدسة. كثير منا لا يعلم بحادثة احتلال المسجد المكي. لذا سنتحدث عن هذه الأحداث ونكتشف من الذي حرر المسجد من جهيمان من خلال… .

من حرر الحرم من جهيمان؟

وكان لهذه الحادثة التي وقعت في المسجد الحرام بمكة الأثر الكبير حيث غيرت مجرى التاريخ في المملكة العربية السعودية. لقد مضى على هذه الحادثة حوالي 4 عقود، حيث وقعت في أحد أيام المحرم سنة 1400 – الموافق 20 نوفمبر 1979.

وعندما اقتحم جهيمان العتيبي الحرم المكي عدد كبير من المسلحين، إلا أن القوات السعودية تمكنت من تحرير الرهائن واعتقال جهيمان العتيبي بعد معركة شرسة بين الجانبين أسفرت عن سقوط عدة قتلى وجرحى. إصابات.

جدير بالذكر أنه تجدر الإشارة إلى أن القوات السعودية التي حررت الرهائن وتخلصت من الاحتلال الذي قام به جهيمان العتيبي كانت بقيادة:

  • اللواء محمد بن زويد النافعي، الذي كان له دور مهم في تحرير الحرم المكي، والجدير بالذكر أنه كان له الفضل في تحرير الحرم المكي.
  • الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود.
  • وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز آل سعود.
  • رئيس الحرس الوطني بدر بن عبد العزيز آل سعود.
  • وزير الدفاع سلطان بن عبد العزيز آل سعود.
  • قائد الجيش السعودي محمد بن هلال المطيري وفالح الظاهري.

وفيما يلي سنذكر أحداث هذه الحادثة في السطور التالية لفهم مشهدها التاريخي.

من هو جهيمان العتيبي؟

وفي عرض الإجابة على سؤال من الذي حرر الحرم من جهيمان، لا بد قبل الانتقال إلى تفاصيل تلك الحادثة التي جرت على مدى فترة طويلة من الزمن، من توضيح من هو جهيمان.

اسمه الكامل جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، ولد عام 1936 وأعدم عام 1980، وينتمي جهيمان إلى قبيلة العتيبة ويقال إن هذه القبيلة هي أصل جماعة الإخوان المسلمين.

وذكر أحد المؤرخين أن الجهماني درس في مكة، وبعد ذلك انتدب إلى الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية حيث خدم برتبة رقيب، وتزوج الجهماني من شقيقة محمد القحطاني الذي كان شريكه في عملية الغزو. اقتحام المسجد الحرام بمكة.

إلا أن المؤرخين لم يؤكدوا حصوله على تعليم جامعي. مدرسة.

أحداث اقتحام المسجد الحرام بمكة

تبدأ أحداث هذه الحادثة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، حيث ظهر بعض المتظاهرين وأشاعوا بين الناس شائعات عن ظهور المهدي المنتظر، ومع انتشار هذه الشائعات كان لها تأثير كبير كما كان لها عظيم نفوذها وتسببت في مقتل العديد من المؤمنين وأفراد الأمن المتواجدين في الحرم المكي.

هاجم جهيمان العتيبي الحرم المكي بحوالي 200 مسلح، وقد حدث ذلك في التاريخ المذكور سابقًا (1 محرم 1400، الموافق نوفمبر 1979).

وعندما دخل جهيمان المسجد الحرام بمكة أعلن ظهور المهدي المنتظر، ويقصد به محمد القحطاني صهره الذي أيده في ذلك، وسأل المؤمنين الموجودين في المسجد الحرام: لمبايعة محمد القحطاني، وأغلق المسلحون الأبواب وأغلقوا جميع المخارج التي كان يمكن للمؤمنين الخروج من خلالها.

نحن ندعوك للقراءة

إلا أن بعض المصلين الحاضرين تمكنوا من الفرار قبل وقت الإغلاق حيث قام أنصار جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني بتهريب أسلحة أمام مدخل المسجد ووضعوها في نعوش الموتى بحجة أنها تحتوي على قتلى. . الذين يصلون عليهم بعد الصلاة، وبهذه الطريقة تمكنوا من جلب الأسلحة إلى مسجد مكة.

ثم ألقى خطبة بثها التلفزيون السعودي. واعترضت الخطبة على نظام الحياة الذي يعيش فيه الناس، وأيضا على أن الفساد قد انتشر في الأرض وأنه يجب القضاء على الفساد، وأنه سيعيد العدل بين الناس ويقيم شرع الله في الأرض.هذه الخطبة وتضمن أيضًا نداءً: على حكومة المملكة العربية السعودية وشعب المملكة التوبة والعودة إلى الله.

شهود عيان على الحادثة

ويقول بعض الشهود المتواجدين في الحرم المكي إن المسلحين المساندين لجهيمان العتيبي كانوا قناصة ماهرين، حيث تمكنوا من مهاجمة الجنود وبعض أفراد الأمن المتواجدين من أعلى المنارة.

إصدار فتوى بجواز تدخل القوات الأمنية

ومع ذكر أحداث هذه الحادثة وبيان من حرر المسجد من جهيمان، لا بد من التوضيح أنه من المعلوم أن للمسجد المكي حرمة خاصة به، ولا يجوز إدخال السلاح أو سفك الدماء إلى هذه الأراضي المقدسة. لكن المملكة العربية السعودية لم تجد حلاً آخر للتخلص من هذا الوضع فنجحت. وقد حصل على نحو 32 صوتاً من المتكلمين بشأن إمكانية التعامل مع هذا الحصار واستخدام القوة لاحتوائه، وإخراجه من حرمه، وإطلاق سراح الرهائن الذين في براثنه.

وفي 14 محرم 1400، الموافق 4 ديسمبر 1979، شنت القوات السعودية هجومًا على المسلحين في تمام الساعة العاشرة صباحًا. واستمر هذا الهجوم حتى المساء، تمكنت بعدها القوات السعودية من تحرير الرهائن داخل الحرم، واعتقال جهيمان العتيبي ومسلحيه.

وأسفر الهجوم بين الجانبين عن إصابة 28 انتحاريًا و17 شخصًا. قُتل محمد القحطاني، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق جهيمان العتيبي والمسلحين الذين ساعدوه في اقتحام الحرم. حدث ذلك يوم الأربعاء التاسع من يناير عام 1980م، الموافق اليوم الحادي والعشرين من شهر صفر عام 1400م..

نتائج اقتحام الحرم المكي

وهذا ما تجدر الإشارة إليه عند عرض إجابة السؤال: من الذي حرر الحرم من جهيمان؟ ونذكر بعض نتائج هذه الحادثة، منها:

وكان هناك شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها علاقة بهذا الحادث، وهذا ما صرح به الخميني الإيراني علناً. وتسببت هذه الشكوك في حدوث بعض المشاكل مثل اقتحام مبنى السفارة الأمريكية الموجود في العاصمة الباكستانية وإحراقه، كما قام بعض المتظاهرين في ليبيا بإحراق المبنى والسفارة الأمريكية.

وكأن هناك اتهامات متبادلة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وهدد الرئيس السادات بنشر بعض التسجيلات الصوتية السرية لجهيمان العتيبي قبل الهجوم على الحرم المكي.

ألف ياروسلاف تروفيموف كتابًا بعنوان “حصار مكة، ثورة منسية في أقدس الأماكن في الإسلام وولادة تنظيم القاعدة”. ورأى الكاتب أن الطريقة التي تم بها انتهاك هذا الوضع هي التي أصبحت السبب وراء ولادة تنظيم القاعدة.

وكان لهذه الحادثة وقع رهيب على الأمة الإسلامية بسبب سفك الدماء في هذه الأراضي المقدسة، فمن المعلوم أنها محرمة شرعا، ولكن لم يكن هناك خيار آخر.