ما هو النص السردي؟ ما هي أشكال رواية القصص؟ يعتبر من المفاهيم التي اهتمت بها الأمة العربية قديما، وفي القرن التاسع عشر زاد الاهتمام بها مع تقدم الناقد الفرنسي تودوروف وهو أول من صاغ مصطلح “النص السردي” ولذا سنتحدث بالتفصيل عن ما هو النص السردي.
جدول المحتويات
ما هو النص السردي؟
هو أي نص منقول شفهياً أو كتابياً، حيث يتم ذلك عن طريق سرد قصة خيالية أو حكايات حقيقية، فهو خطاب لغوي مبتذل له وظيفة مرجعية تجعل الإنسان يتخيل من خلالها الأشخاص الحاضرين في الحدث.
أي أن هذه أحداث حقيقية تجري ضمن إطار زمني ومكاني معين، والغرض من هذا النص هو إيصال المعنى الأخلاقي والسياسي والاجتماعي.
ويتم ذلك من خلال تدخل أشكال مختلفة من اللغة في الرواية، مثل الحوار المتسلسل المنطقي أو الوصف الذي يجعل القارئ يتخيل الشخصية.
ويعرف أيضًا بالنص المرجعي الزمني، حيث تعتبر الشخصية الرئيسية هي التي تربط الأحداث في النص المكتوب.
أشكال النص السردي
ولاستكمال توضيح ما هو النص السردي، يتميز هذا النص بأنه له شكلين، لكل منهما خصائص معينة وتعريف خاص به، وفيما يلي سنتحدث عن جميع الأشكال بالتفصيل:
- التركيز الداخليالسرد هنا يتعلق بوجهة نظر واحدة فقط، خاصة إحدى الشخصيات في القصة.
- التركيز الخارجيوتعتبر هذه نقطة الصفر، التي بسببها يكون الشاهد مجرد شاهد على الأحداث وليس لديه أي فكرة عما يحدث.
- التركيز صفر: هذا مصطلح يشير إلى الاستجماتيزم الذي يوجد غالبًا في الروايات التقليدية.
جوانب النص السردي
تبنى الأحداث في النص السردي على علاقة السبب والنتيجة، والتي يجب أن تكون منطقية تمامًا بين جميع الأحداث، لأنها تمثل ارتباطًا مؤقتًا بين الأحداث في القصة الرئيسية، وعلاقة السبب والنتيجة هي حبكة الذي يجمع بين الحدثين، لأنه يتعلق بزوايا النظر، وتتجلى مظاهره فيما يلي:
- الرؤية المصاحبة: حيث تكون معرفة الراوي متوافقة مع معرفة الشخصية وتساويها.
- المنظر الخلفي: القارئ يعرف كل دواخل الشخصية، فهو يعرفها أكثر مما يعرفها كشخص.
- المنظر الخارجي: معرفة القارئ بالشخصية غير معروفة تمامًا هنا، فهو في هذه الحالة يتابع الأحداث فقط دون استكشافها، ودون التفكير فيما تريده الشخصية.
ما هو مفهوم الرؤية السردية؟
وهذا الاختلاف يجعل السرد مختلفاً عن مفهوم الشخصية، إذ يمكن للراوي هنا أن يتدخل في الأحداث من خلال التعبير عن رأيه.
وهذا ما يجعل الراوي لديه مفهوم مختلف لما هو معروف، وهو التركيز، حيث يتم الكشف عن موقف الراوي ضمن تركيز الشخصية، تمامًا كما يكون الراوي محاصرًا داخل إطار الشخصية.
الفرق بين الكاتب والشخصيات والراوي
ومن النقاط المهمة التي يجب توضيحها أثناء العرض هو النص السردي، حيث يتم تسليط الضوء فيه على العديد من المصطلحات للقارئ، بما في ذلك الكاتب، والشخصية، والراوي.
والسبب في هذا التنوع هو اختلاف وظيفة كل منهما، مما يساهم بشكل كبير في كون القصة بها اختلافات في النص السردي، وهذه الاختلافات هي كما يلي:
1- كاتب
فهو الشخص الذي يخلق النص وهو أيضاً مؤلفه، ولولا وجود الكاتب لما وجدت الرواية، فهو يتحدث من فوق النص السردي، فيجعل شخصاً آخر يتكلم داخل النص باسمه. . الذي يسمى الراوي، ويفترض وجوده في النص ولا يتحدث عنه أحد.
2- الراوي
الراوي هو متفرج للأحداث، مثل المعلق الرياضي. وهو شخص مطلع على جميع الأحداث التي تحدث في النص السردي. ويعلق عليهم من قريب ومن بعيد. كما أنها تؤدي وظائف متنوعة، منها سرد الأحداث والتعليق على السرد، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع القارئ.
ويتم ذلك لبناء الثقة بين القارئ والراوي، وفي العديد من الأعمال يكون الراوي هو الكاتب والشخصية الرئيسية التي تظهر في السيرة الذاتية.
نحن ندعوك للقراءة
3- الشخصية
وتعتبر من أهم العناصر المرتبطة بالنص الأدبي، ولهذه الشخصية عدة أنواع منها النمو واللعب بالأحداث والتطور حيث يسند الكاتب هذا الدور للشخصية.
الأشكال السردية
السرد هو نشاط زمني يخلق فرقا بين زمن السرد والزمن الحقيقي، حيث أن السرد الزمني يسمح بالتعقيدات والتشابكات وكذلك التداخلات، ولكن الزمن الحقيقي يأخذ خطا مستقيما بمنطق معين، وتختلف أشكال السرد القصصي. :
1- السرد المتسلسل
يسمى النص السردي بالسرد الخطي، حيث يتم من خلاله سرد كافة الأحداث التي حدثت في ذلك الوقت بشكل واقعي وواقعي دون تمثيلها.
تتم كتابة النصوص التاريخية والمذكرات التاريخية بنفس التنسيق: هنا يقدم الراوي الحدث الأول ثم ينتقل إلى الحدثين الثاني والثالث بنفس الطريقة.
ويعتبر هذا التسلسل حتميا، مما يجعل من المستحيل تغيير الأحداث، فيضطر الراوي إلى ترتيب الأحداث من البداية إلى النهاية بالترتيب التقليدي.
2- السرد المتناوب
يتميز هذا النوع بكونه الأكثر شيوعًا بين المسلسلات التليفزيونية، حيث يتم ذكر الأحداث بطريقة منظمة وبديلة، كما أنه متاح على نطاق واسع في القصص المصورة، ولكن يجب أن يكون هناك عدة روابط مشتركة علنية وخفية.
3- السرد المتقطع
وتتميز هذه الرواية بأنها لا تحتاج إلى ترتيب منطقي، إذ يمكن البدء من النهاية والوصول إلى البداية، بالاعتماد بشكل كبير على تقنيات سردية متعددة، وهي الوصف، والاستخراج، والتلخيص، وكذلك الحذف.
الأقمشة الفاسدة في الرواية العربية
لقد عانت الأمة العربية بعد النكسة التي حدثت عام 1976، حيث تجلت نتائج هذا التأثير على المستوى السياسي، لكنه رغم ذلك تجلى بقوة في الروايات العربية المبنية على النص السردي.
وبدأت قوام السرد القصصي يتغير، وظهرت أشكال كثيرة مختلفة وجديدة، متمردة على كل أشكال الرواية العربية القديمة. وأبرز هذه التغييرات ما يلي:
1- الروايات الهجينة والمفارقات
نص سردي يتم من خلاله التداخل بين العناصر السردية المرتبطة بالسرد القصصي الحديث والعناصر السردية المرتبطة بالفن القديم، حيث يتم التمييز بين البنية الدراميّة التي تخلق الصراع والتنسيق بين الأحداث والحقيقة، وبين النص المتداخل في النصوص القديمة .
2- القص الفسيفسائي
وهي رواية تنقسم فيها الأحداث إلى فصول، كالمسرحية، دون أي ترابط بين هذه الفصول، فتتمتع بالاستقلالية، رغم ضعف الخيوط التي تربط بينها.
3- السرد الغنائي
وتتمثل في الطاقات الفنية المرتبطة بالفن الشفهي وتتشكل بناءً على الصراع القائم بين حبكة القصة وحبكة الصراع القائم، حيث يتجلى هذا الصراع من خلال استخدام التعالي والصور الافتراضية.
4- السرد المتشابك
أحداث هذه الرواية متناثرة، كما أنها متباعدة بشكل كبير في النص السردي، إذ لا يوجد أي ارتباط بينها، وتتميز بأنها لا تحمل وقائع حقيقية، فأحداثها عبارة عن تجاوز موازي يعمل. تكشف عن البنية العامة للقصة والبنية المخفية للقصة.
النص السردي هو تسلسل يقدم نفسه للراوي والقارئ من خلال تحويل الأحداث والأماكن إلى تنظيم يعبر بشكل أفضل عن الواقع الذي نعيش فيه.