كم يبلغ طول سكان عاد وصمود؟ أين عاشوا؟ لأن قوم عاد وثمود قوم لم يطيعوا الله، فقد استكبروا ولم يطيعوا الله منذ بعث لهم أنبياءه، فأذاقهم الله من العذاب الذي لم يذقه أحداً من قبل، وسنذكر كافة المعلومات عنهم عبر…

كم يبلغ طول سكان عاد وصمود؟؟

وقوم عاد هم قوم أستاذنا هود عليه السلام. فأرسله الله إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله، وعدم الإشراك به، فلم يستجيبوا له، ولم يؤمنوا بالله. لقد انخدعوا بقوتهم، فأرسل الله عليهم عاصفة شديدة البرودة أهلكت الجميع باستثناء سيدنا هود وعدد قليل من الناس الذين تبعوه.

وفيما يتعلق بطول قوم عاد، رأى العلماء أن قوم عاد كانوا من أطول القبائل في تاريخ البشرية كله، وكانت صفاتهم الجسدية مماثلة لخصائص سيدنا آدم عليه السلام، وقد ذكر بعض العلماء ويقول المؤرخون أن طولهم بلغ 500 ذراع، وإذا كان الشخص قصيرا فإن طوله كان 300 ذراع.

ويجب أن يقال أيضاً أنه روي عن قتادة أن طول الرجل من قوم عاد كان 12 ذراعاً، وكان ابن عباس يرى أن طول الرجل سبعون ذراعاً، كل هذه آراء واجتهادات العلماء. لكن لم يذكر أي منهم في القرآن.

وبالحديث عن قوم ثمود، فإن هؤلاء هم قوم نبي الله صالح عليه السلام، أرسله الله ليدعو قومه إلى عبادة الله وعدم الإشراك به، فسألوه أن يأذن الله في إرسالهم لهم معجزة حتى يؤمنوا به، فأخرج الله لهم ناقة من بين الصخور، وأمرهم أن يرعوها ويشربوا ولا يقتلوها، فقتلوها، وأرسل الله صرخة واحدة ذلك أهلكتهم، فصاروا مثل نار الغابة.

وبحسب العلماء حول طولهم، فإنهم كانوا يشبهون غيرهم من ذوي الطول الطبيعي، إلا أنهم تميزوا بقوة بدنية غير عادية، حيث نحتوا المنازل في الجبال وبنوا قصورًا لكبارهم في السهول.

نسب قوم عاد وثمود

وبعد أن أجبنا على السؤال: كم يبلغ طول سكان عاد وثمود؟ ولا بد من البحث في أصل كل قوم حيث ذكر ابن الأثير أن أصل قوم عاد هو: “عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوي عليه السلام” إذ يقال إنهم عرب عرب. .

وأما ثمود، فقد قال الطبري: نسبهم إلى جدهم الأكبر ثمود بن جاتر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام. وبالنظر إلى السطرين نجدهما يرجعان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونوح، وأن كلا النبيين يرجع أصولهما إلى جدهما الأكبر نوح، فأسند الله كل واحد من قومهما إلى جده الأول.

الزمن وأولوية الوجود

أين كان يعيش قوم عاد وصمود؟

وفي سياق حديثنا عن كم يبلغ طول سكان عاد وصمود؟ ولا يسعنا إلا أن نشير إلى المكان الذي عاش فيه كل شعب، فمن المعروف أن شعبين عاشا في شبه الجزيرة العربية، ولكن كل منهما عاش في مكان مختلف.

نحن ندعوك للقراءة

أما قوم عاد فإن مكان إقامتهم غير محدد بشكل واضح ودقيق، لكن الآثار تشير إلى أنهم عاشوا في الجانب الشمالي من شبه الجزيرة العربية بالقرب من صحراء النفود الكبير حتى دلتا النيل.

وبما أن نسبهم يعود إلى عاد بن إرم بن سام بن نوح، فقد رأى بعض المؤرخين أن إرم ليست نسبهم، بل هي المنطقة التي يعيشون فيها. فمنهم من رأى أن هذه المدينة بمصر، ومنهم من رأى أنها بالشام. .

كما يرى بعض العلماء أن قوم عاد كانوا يسكنون الأحقاف التي تقع بين عمان وحضرموت، وذلك حسب الآية الكريمة:
(واذكر الأخ عاد إذ حذر قومه من الأحقاف ونذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب الله شفقة كبيرة).
المكان الذي عاش فيه الناس الجحيم هو المكان الذي يمكننا رؤيته. قال الله تعالى:
(ولقد أوحي إليك عاد وثمود ومساكنهم فزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عنهم)وفي الطريق وكانوا على بصيرة)

وكذلك يقول الله تعالى:

(وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم فتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال.)
وترك الله مكانهم حرا وأسكنهم فيه ليكون عبرة للأمم من بعدهم.

أما قوم ثمود، فكما سبق أن قلنا، فقد سكنوا أيضًا في جزيرة العرب، ولكنهم كانوا يتواجدون في منطقة الحجاز، التي تقع في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية وتسمى مدائن صالح. كما رجح البعض أنهم كانوا يسكنون منطقة تقع بين الحجاز والشام.

حضارة قوم عاد وثمود

وكان لكل من عاد وثمود حضارة قوية. ونجح قوم عاد في البناء والتشييد، فقال الله تعالى:
(هل تبني معجزة بكل إيجارك ولعبك وإتقان المصانع لتصبح خالداً؟)
قال ابن عطية في تفسير هذه الآية: المصانع جمع مصنع، أي كل ما أتقنه من الإنتاج مثل بناء القصور وغيره.

وأما قتادة فظن أنه يعني مآخذ الماء. أما البقاعي فقد ذكر في تفسيره أن قوم عاد بنوا حضارة لم يبنها أحد في ذلك الوقت، حيث بنوا المدن وبنيانها، وفجروا الأنهار، وزرعوا الأرض، وقوموا لم تكن هذه القوة البدنية العظيمة موجودة.

أما قوم ثمود فكانوا أيضاً يتمتعون بحضارة قوية من حيث التقدم العمراني والسياسي، وكانوا مستقرين جداً في حياتهم، بالإضافة إلى تمتعهم بقوة بدنية كبيرة، مما جعلهم يبنون البيوت في الجبال. لأن المباني والأسطح تهدمت قبل عمرها.

ثواب أهل عاد وصمود

وأجبنا على السؤال: كم يبلغ طول سكان عاد وصمود؟ وقد بينا أصول كل منهم وأين عاشوا، لكننا لم نتطرق إلى العقاب والعذاب الذي تلقوه من الله. وإذا تحدثنا عن قوم عاد فقد كذبوا ورجعوا عن الإيمان بالله ولم يؤمنوا حتى جاء عذاب الله الذي وعدهم، وأرسل عليهم ريحاً شديدة أهلكتهم ولم يبق منهم شيء.

وكان هذا العذاب من الله على قدر كفرهم وطغيانهم، فقالوا:
(ومن أقوى منا؟)
ولذلك أراد الله أن يعلموا أن القوة له وحده، فقال الله تعالى:
(أفلا يرون أن الله الذي خلقهم أقوى منهم؟ وكذبوا بآياتنا. وأنزلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام النداء. دعهم يذوقوا ألم العار في الحياة. الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى ولا هم ينصرون)..
ولا بد من التوضيح أنه قبل أن يضربهم الله بهذه الريح، حبس عنهم المطر ثلاث سنوات، حتى اشتد الأمر عليهم، ولشدة ذلك وصفه الله بأنه يوم نقمة متواصلة. أرسل الله هذا العذاب على أهل النار بعد دعوة سيدنا هود عليه السلام لنصرته هو ومن معه من المؤمنين، فاستجاب الله له قائلاً:
(قال: ليس طويلاً حتى تصبح تندم)..
أما قوم ثمود التي أخرج الله لها الناقة من الصخور وأمر بعدم قتلها، ورغم كل التحذيرات التي وجهها لهم سيدنا صالح، لم يستمعوا لكلامه وقتلوها. فأعطاهم الله ثلاثة أيام فقال:
(استمتع ببيتك لمدة ثلاثة أيام، وهذا الوعد لن يكذب)..
ثم أصابهم عذاب الله، فأرسل عليهم صرخة واحدة، فصاروا كالنار المحتضرة، أي كجذوع الأشجار التي تدوسها البهائم، وقال الله في هذا:
(فما كان عذابي ونذري؟ إنا أنزلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كالحرق المحرق)..
وأما الذين تآمروا وقتلوا الناقة فقد قال الله عنهم في كتابه:
(وكان في المدينة تسعة نفر يعملون سوءا في الأرض وما يصلحون).
وكان جزائهم أنهم فزعوا بعد تهديد الله، واصفرت وجوههم وسودت وهم ينتظرون العذاب ثلاثة أيام، حتى وصلتهم الصيحة وارتزت الأرض من تحتهم، وماتوا.

إن قصة قوم عاد وثمود ليست قصة للتسلية أو للتأريخ، بل هي عبرة لكل من ظلم نفسه، وانحرف عن طريق الحق، وارتبط بالواحد. القدير.