تعتبر قصة جحا الحمار وابنه من القصص الممتعة والمضحكة التي يحبها الأطفال والكبار، وتدور هذه القصة حول رجل يدعى جحا لديه حمار ويشاركه هو وابنه مغامراتهم العديدة. سنحكي لكم اليوم قصة الحمار جحا وابنه.

قصة الحمار جحا وابنه

في يوم من الأيام كان يعيش رجل اسمه جحا، وكان هذا الرجل معروفاً بروح الدعابة والمواقف المضحكة، وفي أحد الأيام كان جحا يسير مع ابنه وأراد الذهاب إلى بلد بعيد، وكانت وسيلة النقل في ذلك الوقت عبارة عن وسيلة نقل حمار أو حصان، فكان قديماً، يشتري الفقير حماراً للنقل، والغني يشتري حصاناً.

لم يكن جحا رجلا غنيا، فكان لديه حمار، وفي يوم السفر ركب هو وابنه على هذا الحمار، دون مراعاة ما إذا كان هذا الحمار يستطيع إطعامهما أم لا.

وبعد أن ساروا مسافة قصيرة على الحمار، دخلوا القرية. فلما رآهم أهلها قالوا: يا إلهي، هؤلاء القساة يركبون حماراً بلا رحمة ولا شفقة، والحمار لن يتحمل هذا الحمل الثقيل، ولن يتمكن بالتأكيد من المشي.

بعد أن سمع جحا هذا الحديث، قرر هو وابنه أن يتناوبا على ركوب الحمار. أولاً كان دور جوهي. وفي الطريق مروا بقرية فرآهم أهل القرية فقالوا: يا إلهي، هذا الرجل يركب حصاناً. صار حماراً وترك ابنه يمشي على قدميه بلا شفقة ولا رحمة، فكيف يكون الأب قاسياً وظالماً إلى هذا الحد.

فلما سمع جحا هذا الحديث نزل عن الحمار وأركب عليه ابنه. وأثناء سيرهم مروا بقرية ثالثة. فلما رأوا الابن راكبًا على حمار وأبوه يمشي قالوا: يا له من ابن عاصي. أي اركب الحمار بنفسك واترك أبوك يمشي على قدميه.

وعندما سمع جحا هذا الحديث، أجبر ابنه على النزول عن الحمار، وبدأ الاثنان يقودان الحمار سيرًا على الأقدام، ولم يركبه أي منهما.

وبينما هم يسيرون مروا على قرية وسمعوا أهل القرية يقولون: “ما هؤلاء الحمقى الذين يتركون حمارًا لا يركبه أحد ويمشون. فما سبب شراء حمار؟ عندما سمع جحا هذا الحديث اشتكى” فغضب غضباً شديداً، لدرجة أنه قرر أن يبيع الحمار، ويكملون الرحلة بمفردهم، دون الحمار، لكي يرضي الجميع ولا يسمع ما يزعجه.

المغزى من القصة

بالطبع يمكننا أن ننهي هذه القصة بدرس. وقد يكون هذا الدرس هو أن الإنسان لا يهتم بما يقوله الناس من حوله. إن الاهتمام الزائد بأقوال الناس يؤدي إلى موت صاحبها. كل شخص له رأيه الخاص ونظرته للعالم، والتي من خلالها يحكم على الأشياء من حوله، وبالطبع نظرة كل شخص للعالم… تختلف عن الآخرين.

وعلى هذا، فيجب على الإنسان أن يفعل في حياته ما يراه صواباً، بغض النظر عن آراء الناس في هذا الفعل. إذا قضى الإنسان حياته في فعل ما يريده الناس، فسوف يموت. وفي جميع الأحوال فإن ما تفعله يمكن أن يجذب بعض الإعجاب من الناس بينما يرفضه الآخرون.

المعيار الصحيح لتحديد ما إذا كنت تفعل الصواب أم الخطأ هو الشريعة والدين. وعليك دائماً أن تختار طريق الحق والهدى دون الاعتماد على أقوال الناس وآراءهم. وهكذا وضحنا قصة جوحي والحمار وابنه.

قصة جحا والحمير العشرة

ومن القصص المشهورة عن جحا وحماره أنه كان يمتلك عشرة حمير ولم يسمح لهم بالقيام بأي عمل شاق، وكانت لهذه الحمير ألوان مميزة وأشكال وأحجام فريدة مما جعلها مشهورة بين القرويين.

كان جحا يريد أن يخرج حميره للرعي كل يوم ليأكل ويشرب ويمرحوا، مما جعل ابن جحا يغار من هذه الحمير، وكان يريد أن يكون حماراً بسبب اهتمام جحا الشديد بها.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه من المعروف عن جحا أنه قام بإحصاء هذه الحمير عدة مرات للتأكد من عددها.

وفي أحد الأيام ذهب جحا يتمشى مع حماره فشعر بألم شديد في ساقيه. وأجبره هذا الألم على الركوب على ظهر أحد حماره. وبينما كان على ظهر حمار، قرر أن يعد حميره فوجد أن عددها 9 وليس 10. وحدث هذا لأنه لم يحص الحمار الذي كان يركب عليه.

نحن ندعوك للقراءة

نزل جحا عن الحمار وأحصى الحمير مرة أخرى. اكتشف أن هناك 10 حمير ولم يخطئوا في حمار واحد. أراد جحا أن يكون عدد الحمير 10، فواصل المشي بجانبها حتى وصل إلى المكان المطلوب.

وعندما وصل إلى المكان سأله من حوله: “لماذا لا تركب على ظهر أحد الحمير يا جحا؟”

فأجابهم قائلاً: خير لي أن أذهب مع الحمير وأترك ​​عشرة منها، من أن أرتاح وعندي تسعة حمير.

قصة جحا والقاضي

بعد أن سبق أن عرضنا قصة يوها الحمار وابنه، وقصة جحا والحمير العشرة، سنروي الآن قصة جحا والقاضي، حيث تدور أحداث هذه القصة على النحو التالي:

جحا من الأشخاص الذين يحبون التسوق، لذلك يذهب إلى السوق كل يوم كعادته ليراقب أسعار السلع والأشياء الجديدة التي تضاف إلى الأسواق وهكذا.

في أحد الأيام، راهن أحد التجار مع جحا، وكان هذا الرهان أن التاجر سيضرب جحا بكفه على وجهه، ولن يتمكن جحا من الرد عليه أو اتخاذ أي إجراء ضده.

وبالفعل تمكن التاجر من ضرب جحا بكفه عندما كان ينحني ليلتقط البضاعة من الأرض، وكادت هذه الضربة أن تُفقد جحا توازنه بسبب قوته، إلا أنه صحح الوضع واستعاد توازنه من جديد، وعندما لاحظ التاجر غضب جحا قال له إنه يظن أنه أحد اللصوص الذين يحاولون سرقة بضائع من مكان تواجده، واللص يرتدي ملابس مشابهة لما كان يرتديه جحا.

1- قرار القاضي

بالطبع لم يقبل يوها اعتذار التاجر وطلب منه الذهاب إلى القاضي ليفصل بينهما ويعيد الحقوق إلى يوها، لكن الجدير بالذكر هنا أن هذا القاضي لا يحب يوها.

وبالفعل وافق التاجر على الذهاب مع يوها إلى القاضي، وعندما رآهم القاضي سأل التاجر: “هل اعتذرت ليوحا عما فعلته به؟” فأجاب التاجر: نعم، وأنه اعتذر منه أمام جميع التجار لأنه كان في حيرة من أمره بشأن ما حدث بين جحا واللص.

ثم واصل القاضي حديثه سائلاً يوها هل قبل اعتذار التاجر أم لا، فأجاب يوها أنه لم يقبل هذه الاعتذارات من التاجر وأنه يريد أخذ حقوقه من هذا التاجر.

وحكم القاضي بينهما بأن يعطي التاجر لجحا 20 درهماً كتعويض عن الصفعة، لكن التاجر أخبر القاضي أنه لا يحمل هذا المبلغ معه الآن، فسمح له القاضي بالذهاب وجمع المال.

2- خذ الحق

وبعد فترة طويلة شعر جحا بالخيانة وأدرك أن هذا الرجل لن يعود، فذهب إليه ووجده في دكانه، وصفعه على وجهه وقال إنه يحتاج في هذه الصفعة إلى عشرين درهماً. لذا عليه أن يأخذهم مقابل الصفعة التي تلقاها جحا في بداية القصة.

تعتبر قصة الحمار جحا وابنه من القصص المضحكة التي تسعد قلوب الأطفال والكبار. لها معنى قوي وليست مجرد مزحة. القصة عبارة عن محاكاة للحياة الواقعية، والتي تدور أحداثها في العديد من العلاقات الإنسانية.