طاعة الوالدين من طاعة الله، وهذه من الجمل المؤثرة التي تقتضي من العبد المسلم أن يعرف ما هي حدود طاعة الوالدين وما هي قواعدها؟

كما أن هذه الجملة تحتاج إلى اقتباس من آيات الكتاب والسنة حتى يفهم العبد المسلم بالأدلة أوامر الله التي أمره بها فيجني ثمارها وثمارها، وهو ما سنتعرف عليه في الموقع.

طاعة الوالدين من طاعة الله.

طاعة الوالدين من طاعة الله

طاعة الوالدين من طاعة الله، والإحسان إليهما سبب في دخول الجنة، وقد دعا الإسلام إلى بر الوالدين في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، وهي:

  • وقد شرع الله حق الوالدين بعد حقه سبحانه، ولذلك فإن طاعة الوالدين من طاعة الله، لقوله تعالى:

(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا).

  • بر الوالدين سبب لدخول المسلم الجنة ونعيمه، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(الوالد أوسط باب الجنة، فإن شئت فأغلق هذا الباب أو احتفظ به).

  • وجاء في الحديث الشريف أن من أحب الأعمال إلى الله طاعة الوالدين، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال:

(سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم ماذا؟ قال: بر الوالدين) رواه البخاري.

  • طاعة الوالدين من طاعة الله، ونستدل على ذلك من أحاديث الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم.
  • حيث قال الله تعالى عن سيدنا يحيى في سورة مريم:

(وكان باراً بوالديه ولم يكن جباراً ولا عاقاً).

  • كما قال الله في القرآن الكريم على لسان عيسى ابن مريم:

مظاهر البر وطاعة الوالدين

عندما يعلم العبد أن طاعة الوالدين من طاعة الله، فعليه أن يفعل الخير لهما، ومن مظاهر وأشكال طاعة الوالدين ما يلي:

  • احرص على رضا والديك، وافعل ما يحلو لهما، وافعل ما يؤمران به، وابتعد عما ينهيان عنه.
  • كن متواضعا مع والديك في القول والفعل واحرص على استخدام الكلمات الطيبة عند التواصل معهم.
  • وتحدث معهم بهدوء ولا تصرخ أمامهم.
  • قوله تعالى:

(فلا تقل لهما قولا ولا تنهرهما وقل لهما قولا حسنا * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما) “كما ربيوني صغيرا.”)

  • كما يجب الدعاء للوالدين في الحياة حتى يسعد الله قلوبهم ويمنحهم الصحة والرخاء، وأيضا الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة بعد الموت.
  • يجب على الإنسان أن يبذل جهداً في هذه الدنيا لينال رضا أبيه وأمه، ويبذل كل ما في وسعه لاحترامهما، والقيام بما يسعدهما.
  • طاعة الوالدين هي طاعة الله في كل ما يرضي الله، وفي معصيته معصية، ولكن يجب الالتزام بحسن الأدب والإحسان إليهما.
  • ويدل على ذلك قوله تعالى:

(وإن جاهداك على أن تعرفني ما لا تعلم فلا تطعهما ولا تصاحبهما في الدنيا معروفا). [سورة لقمان: 15].

  • كما يجب إعالة الوالدين في الكبر وزيارتهما وتقديم المساعدة لهما إذا مرضا أو احتاجا إلى شيء.
  • وأخيرا لا يمكننا أن نحصر حقوق الوالدين لكثرتهم وتنوعهم، وآخر ما أود أن أذكره هو أنه يجب علينا أن نشكر الوالدين ونقدر جهودهم.

حدود طاعة الوالدين

طاعة الوالدين لها قواعد وحدود، وقد وضع الله تعالى لنا ضوابط وحدود في طاعة الوالدين. وفيما يلي نعرض حدود طاعة الوالدين من حيث طاعة الله:

نحن ندعوك للقراءة

  • إن طاعة الوالدين تدخل في حدود الأمر بالمعروف، وعليهما طاعتهما ما داما مأمورين بما هو في حدود الواجب والإباحة.
  • قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إنما الطاعة في المعروف).

  • ويحرم عليك طاعة والديك إذا طلبا شيئا مخالفا لشريعة الإسلام.
  • وعندما يطلب الوالدان من ولدهما معصية الله وإشراك الآخرين فيه، أو ترك واجبات مثل الصلاة، فلا طاعة.
  • حيث قال الله:

(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما لا تعلم فلا تطعهما).

  • وكما قال رسول الله في حديث شريف صحيح:

(ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

  • وأما حكم طاعة الوالدين في حالة منع الخير، فله قاعدتان: الأولى:
  1. الحالة الأولى: إذا كانت هذه الخدمة عملاً إضافياً وتطوعياً، ولكن ينفع فيها الابن دون ضرر، ففي هذا النهي لا يجوز طاعة الوالدين، مثلاً إذا كانت الأم والأب لا يسمحان للابن بالمبيت أو بالتصدق. ويمكن في هذا الأمر أن يتهرب من طاعة الوالدين.
  2. الحالة الثانية: أن يكون العمل تطوعياً وإضافياً، ولكن فيه ضرر على الابن أو الوالدين. وفي هذه الحالة يحق للوالدين منع ابنهما، وطاعة الوالدين واجبة وتأتي أولاً. ومثال الحالة الثانية جهاد التطوع، فيمكنك طاعة والديك إذا تدخلا على ابنك بسبب بر والديك. المتقدم للعمل التطوعي.
  • وفي جميع الأحوال ينبغي للابن والبنت أن يكونا حكيمين، ولين الكلام، دون إساءة أو إهانة لوالديهما، كما قال تعالى:

(واحسن إليهم في الدنيا).

  • كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنها) قالت:

(جاءتني أمي وهي مشركه بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وافقت، أفأسكن مع أمي؟ قال: نعم ادع لأمك» رواه البخاري.

  • ونلخص حكم طاعة الوالدين بأن طاعة الوالدين طاعة لله، وطاعة الوالدين واجب، وعقوقهما يعتبر ذنبا عظيما.

ثمار بر الوالدين وفوائده

إن طاعة الوالدين من فضائل العمل التي يحصل بها العبد من ثمار وفوائد كثيرة، منها:

  • طاعة الوالدين من طاعة الله، ومن أطاع والديه وأحسن إليهما كان له أجر عظيم، وجازاه الله دخول الجنة في الآخرة.
  • في هذا العالم، طاعة الوالدين هي سبب جلب الحب والسعادة لأفراد الأسرة.
  • كما أنه سبب لتوفيق العبد، وتيسير أموره، وزيادة رزقه.
  • ومن يطع والديه ينال بر أولاده، ويرزقه الله ذرية صالحة مطيعة.
  • كما أن طاعة الوالدين تزيد البركات في المال والصحة وطول العمر.
  • ومن يطيع والديه ويعلم أن طاعة الوالدين من طاعة الله سيجد في حياته سعة رزق من خلال رضا الله عنه.
  • ومن ثمرات بر الوالدين وفوائدهما، تفريج العبد من ألم الموت، وتكفير ذنوبه، وتفريج الهم والحزن.
  • رضا الوالدين ودعوتهم لابنهم يسمح لله أن يرضى عن العبد ويستجيب لدعاء الوالدين.
  • والابن المطيع لله ولوالديه سيجد أيضًا حلولاً لمشاكله وتخفيفًا من المصاعب التي لم يتوقعها.

عقوبة عقوق الوالدين

طاعة الوالدين من طاعة الله

إن عقوبة عقوق الوالدين عظيمة، ولا يتحملها العبد. والأحاديث النبوية وآيات القرآن تشرح بوضوح عقوبة عقوق الوالدين. وفيما يلي توضيح آخر:

  • وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(ملعون من لعن أباه، ملعون من لعن أمه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من غير الله) وهو أعمى عن نفسه، ملعون من يقع على البهيمة، ملعون من يعمل عمل قوم لوط.

  • كما جاء من كلام أبي بكر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

(اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: الإجرام، وعقوق الوالدين).

  • ومن عقوبات عقوق الوالدين أن تؤدي إلى النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: