وصفات السيدة عائشة رضي الله عنها عديدة. وهي من أمهات المؤمنين من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي الأقرب إلى قلبه. لأنها سيدة ذات فضائل محمودة وفضائل ممتازة، وهي من أمهات المؤمنين المذكورة في الآية الكريمة، ويوضح هنا الكثير من صفات السيدة عائشة رضي الله عنها. مع ذكر تأثيرها النبيل.

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

قبل أن نعرف صفات السيدة عائشة رضي الله عنها، لا بد أن نبدأ بذكر حياتها. هي عائشة بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما. وأمها أم رومان بنت عامر من بني كنانة. وُلدت بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات. ومن أهم ألقابها أيضًا عائشة. الحميرة بنت الصديق بنت أبي بكر والموفق.

وقد تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة تسع سنوات بعد نزول الوحي عليه. وقد جاء من كلام الرسول الكريم أنه قال مخاطباً عائشة -رضي الله عنها-: “لقد رأيتك في المنام، وقد جاءك الملك بثوب حرير، فقال لي: هذه امرأتك، فنزعت الرداء عن وجهك، فإذا هو أنت، قلت: إن كان هذا من الله يوفقه.”.

توفي النبي وهي في الثامنة عشرة من عمرها، بعد أن عاشت في ظل رعايته الكريمة تسع سنوات، ومن أهم الصفات التي اتصفت بها السيدة عائشة رضي الله عنها ما يلي:

1- الإحسان إلى الفقراء

ومن أهم صفات السيدة عائشة رضي الله عنها إحسانها للفقراء، فقد أعطتهم كل ما تملك، حتى أنها في آخر حياتها باعت بيتها وأنفقت ثمنه. على فقراء المدينة.

وكانت تستجيب حتى لم تحفظ شيئا حتى قال ابن أختها عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – ما قال عنها، كما جاء في الرواية: “وكان عبد الله بن الزبير أحب الناس إلى عائشة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وكان أرحم الناس، ولا تمنع من رزق الله شيئاً يأتيها” “ت” فقال ابن الزبير: يؤخذ بين يديها، قالت: يؤخذ بين يديها؟ يدي؟! “علي اليمين لو كنت أنا” التحدث معه.”.

2- حب العلم ونقله

وكانت السيدة عائشة من أكثر الرواة تأنيثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها كانت ترافقه كثيراً في جميع أحواله. وورد أن كبار الصحابة سألوها عن واجباتها الدينية.

قال عطاء بن أبي رباح: «كانت عائشة رضي الله عنها من أعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – لم يخلط علينا حديث واحد، فسألنا عائشة عن هذا – صلى الله عليه وسلم -. رضيت بها إلا وجدنا عندها علماً به.

وقالت عنها عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام وعلماً وشعراً وطباً من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. وهذا كله يدل على مدى علمها وفقهها في الدين، فقد روت 2210 حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3- الزهد والتواضع

ومن أهم صفات السيدة عائشة رضي الله عنها الزهد والتواضع، فقد وردت في السنة النبوية مواقف كثيرة تدل على درجة زهدها وتواضعها لعبادها، منها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. كلام أم زرعة قالت: «أرسل ابن الزبير إلى عائشة بمال في جرتين مقدارهما مائة ألف، فطلبت صحنًا، وكانت يومها صائمة، فجعلت تقسم على الناس. قال: فلما أمسى قالت: “أيها العبد، ائتني بفطري، فقالت أم زرعة: يا أم المؤمنين، ألا تستطيعين أن تشتريه بدرهم بما أنفقتِ؟ وأي لحم تفطرين؟” قالت: لا توبخني. لو ذكرتني لفعلت». الطبقات الكبرى: ابن سعد.

وكان من مظاهر تواضعها أنها كانت ترتدي الملابس القديمة التي كان الضعفاء والفقراء يرفضون لبسها. وروي ذلك أيضاً عن البخاري من كلام عبد الواحد بن أيمن عن كلام أبيه قال: أتيت عائشة رضي الله عنها بدرع قطري قيمته خمسة دراهم، فقالت: قال: “ارفع عينيك إلى جاريتي وانظر إليها فإنها تحب أن تلبسه في البيت، وكان لي منها درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن امرأة مقيم بالمدينة، ولم يرسله ليقرضنيه».

4- الصبر في الأوقات الصعبة

وكانت السيدة عائشة من أكثر النساء صبراً في أوقات الضائقة المالية وكانت تنفق كل ما تملك على من يسأل. والدليل على ذلك الموقف الذي رواه البخاري في صحيحه من كلام عائشة. قال: «جاءت امرأة لها ابنتان تسأل، فلم تجد عندي إلا تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامت وخرجت. ” ثم جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فقلت له: قال: «من كان من هؤلاء البنات يتذمر من شيء كان له ستراً من النار».

ومن المعروف أن السيدة عائشة رضي الله عنها تعرضت لامتحان صعب عندما تم إلقاء اللوم على المنافقين في المدينة المنورة في حادثة الأفق. وصبرت على ذلك قرابة شهر حتى أنزل الله تعالى آيات البراءة في سورة النور، وكانت كثيرا ما تكرر كلام يعقوب -عليه السلام-. ” فذلك الصبر عظيم والله يستعين على ما تصفون ” (يوسف: الآية 81).

5- تجنب الأماكن المشبوهة

نحن ندعوك للقراءة

وكانت السيدة عائشة حريصة جدًا على تجنب الشبهات لدرجة أنه ورد أنها كانت تستحي من عمر -رضي الله عنه- وهو في القبر عندما دفن مع النبي وأبيها.

ولعل خير مثال يؤكد ذلك قصة عائشة رضي الله عنها: «دخلت منزلي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي، فارتديت ثوبي وقلت: هذا زوجي وأبي. فلما دفن عمر معهم، والله ما دخلت إلا موثقا، خجلا من عمر». رواه : الإمام أحمد .

6- الإيثار والكرم

ومن أهم صفات السيدة عائشة رضي الله عنها الكرم والإيثار، فقد ورد أنها كانت في كرمها كأبيها، ومن جهة النبي -صلى الله عليه وسلم-. السلام – تعلمت اللطف والرحمة تجاه المحتاجين، وكانت تقلد أختها الكبرى أسماء بنت أبي بكر.

قال ابن الزبير: “ما رأيت امرأتين أكرم من عائشة وأسماء، وكان وجودهما مختلفا، فأما عائشة فكانت تجعل شيئا في شيء، حتى إذا اجتمعت قسمته، وأما أسماء فلم تكن كذلك”. اترك شيئًا في اليوم التالي.”

7- المشاركة في الجهاد

وعرفت السيدة عائشة بحبها للجهاد، فقد ثبت في السنة أنها داويت جرحى الأحزاب، وكثيراً ما كانت ترسل الماء للمجاهدين في مختلف المعارك.

كما عرفت بتشجيع الكثير من النساء على الجهاد في سبيل الله، حيث كانت في المقدمة عندما شاركت في غزوة الأحزاب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وبقية رفاقها الكرام. .

8- الحياء الزائد

وجاء في الحديث الشريف أن عائشة أم المؤمنين قالت:«دخلت منزلي الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتديت ثوبي، فقلت: هذا زوجي وأبي. فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم، والله ما دخلت إلا معقود ثيابي خجلاً من عمر»..

9- كثرة الذكر والعبادة

ومن أجمل صفات السيدة عائشة رضي الله عنها كثرة ذكرها وإخلاصها لله عز وجل. وروي أنها كانت إذا نامت بالليل قامت تراقب صلواتها (وتلاوة قرآنها اليومي).

قالت عن نفسها: «أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الدخلة فقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء. لا يمر بآية فيها خوف إلا دعا الله عز وجل ويستعيذ، ولا يمر بآية فيها مبشرة إلا دعا الله عز وجل ورغب هو”.

10- سريع كثيرًا

وكانت السيدة عائشة من النساء الذين يصومون، وقيل إنها تصوم الدهر ولا تفطر. وفي الحديث: «كانت عائشة – رضي الله عنها – تصوم الدهر في الطريق وفي البيت». ويعتبر هذا من أفضل صفات السيدة عائشة رضي الله عنها.

الصفات الشكلية للسيدة عائشة

وبعد أن تعرفنا على الصفات الأخلاقية للسيدة عائشة رضي الله عنها، ننتقل للتعرف على صفاتها الأخلاقية، فقد كانت السيدة عائشة من أجمل النساء الموجودات في عصرها، وقد ورد وصفها في العديد من المصادر. وكتب المؤلفين، والتي تتمتع بالعديد من الصفات الممتازة، أهمها ما يلي:

  • وكانت بيضاء اللون ووجهها أحمر، ومن هنا كان أحد ألقابها: الحميرة.
  • كان لديها أيضًا شعر طويل.
  • وبالإضافة إلى كونها متوسطة الطول، فقد وُصفت بأنها قصيرة القامة.
  • كانت نحيفة في شبابها، ومع تقدمها في السن، زاد وزنها. «كانت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، قالت: فسابقته فأدركته برجلي. فلما كنت أحمل اللحم كنت أسابقه فسبقه، فقال: هذا لمثل هذا الأول. وهذا يدل على أن وزنها يزداد مع تقدم العمر.
  • كما أنها كانت جميلة جداً، ناهيك عن ملامح وجهها، فقد وقعت في حب والدتها خلال حادثة الإفاق. “والله ما من امرأة تحب رجلاً يحبها إلا أن لها زوجات إلا أنهن أكرم عليها منها”.

وبعد أن تعرفنا على الصفات الكثيرة للسيدة عائشة رضي الله عنها، ينبغي لنا أن نتخذ هذه الشخصيات النبيلة قدوة في جميع جوانب حياتنا حتى نصل إلى أعلى مراتب الجنة.