هل رضا الله مثل رضا الوالدين؟ ما الدليل من القرآن والسنة؟ ومن المعلوم أن بر الوالدين من أكثر ما أمر الله به في القرآن الكريم، ودعا الناس إلى برهما والإحسان إليهما وطاعتهما عند الضرورة. وهذا لا يتعارض مع شرع الله، لذلك سنتناول هذه المسألة بمزيد من التفصيل، بناءً على ما جاء في الكتاب والسنة.

رضا الله يأتي من رضا الوالدين

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين». (صحيح)، وإن كان بر الوالدين جاء بعد الأمر بعبادة الله وعدم الشرك به، فقد قال الله تعالى: “واعبدوا الله ولا تقولوا له شيئا وبالوالدين إحسانا”. (سورة النساء، الآية 36).

فالرضا يقتضي المحبة والتفضيل، والسخط يقتضي الغضب، ومن الحديث الشريف نستنتج ما يلي:

  • ضرورة إرضاء الوالدين.
  • حرام أن تغضبهم.
  • كما تدين تدان، والجزاء مثل العمل: من أرضى والديه نال طاعة أبنائه.

ولذلك إذا أراد المسلم أن ينتصر في الدنيا والآخرة، فعليه أن يبر والديه تجنباً لغضب الله وعذابه، لأن مسؤولية الوالدين هي سبيل لإرضاء الخالق، كما جاء في الحديث الشريف. بشرط أن تكون طاعة الوالدين فيما يرضي الله، لا فيما حرمه، فلا طاعة. لكائن في معصية الخالق.

حق الوالدين عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-، لأن بر الوالدين أمر يتعلق بتوحيد الله تعالى، ورضاهما وشكرهما متعلق بشكره. بر الوالدين من أفضل البر وأعظم الفضل عند الله.

بر الوالدين في القرآن والسنة

وأن رضا الله من رضا الوالدين يدل عليه قول الله تعالى في سورة الإسراء: وقضى ربك ألا تعبدوا غيره وبالوالدين إحسانا. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما قولا. فوبخهم وقل لهم قولا طيبا (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24)

كما قال تعالى في سورة لقمان: «ووصينا الإنسان بوالديه وتحمله أمه وهناً بعد ضعف وفصاله بعد عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير»(14). ومن هنا نرى أن رضا الوالدين ينفد من رضا الخالق تعالى.

نحن ندعوك للقراءة

ونعتمد أيضاً على قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في وقتها قال: ثم ماذا؟ قال: “فاحسن إلى والديك”. قال: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قال: فأخبرني بهما، ولو سألت أكثر لزادت لي. (صحيح البخاري).

إلا أن رضا الوالدين أهم مما يفعله الإنسان من حيث الالتزام الكافي وهذا ما أوصى به رسولنا الكريم، معتبراً أن من رحمة الله بعباده أن تكون هناك صلة واضحة بين الأبناء. وآبائهم فإن من الثمار الطيبة يأتي الذرية الصالحة.

كيفية الحصول على موافقة الوالدين

ولا يمكن أن نذكر الحديث الذي ينص على أن رضا الله يأتي من رضا الوالدين دون أن نذكر كيفية الحصول على هذا الرضا، إذ أن هناك أنواعاً كثيرة من العلاقات مع الوالدين يحققون الرضا عن أبنائهم، ومن أهمها ما يلي:

  • أنفق على والديك ولا تبخل بشيء.
  • خذ زمام المبادرة وافعل ما يسعد والديك دون أن يطلبوا ذلك.
  • دعاء للوالدين أن يهديهما الله ويغفر لهما أقوالهما وأفعالهما.
  • جمع الأقارب على سبيل البر.
  • تنفيذ وصية الوالدين بعد وفاتهما.
  • استغفر لهم من وقت لآخر.
  • تواضع مع والديك ولا تتكبر عليهما بالقول أو الفعل.
  • تحدث معهم بالحب واللطف والحنان.
  • مرافقة الوالدين وعدم تركهم بمفردهم.
  • إدخال البهجة والسرور على قلوبهم.
  • خذ نصيحة والديك واستمع إليهما بعناية.
  • لا تفوت ما يطلبه والديك.
  • أساعدهم في حالة المرض وأقدم لهم يد العون دائمًا.
  • فلا تنكروا ما قدموه واحترموهم.

فضل بر الوالدين

وأهمية بر الوالدين هي الحصول على الكثير من الثمار النافعة في الدنيا والآخرة.

  • الفوز بالأجر العظيم في دار النعيم.
  • السعادة والنجاح في مختلف شؤون الدنيا.
  • منيل رضا الخالق.
  • جني البركات والأرزاق في مختلف جوانبها.
  • البر هو من أعظم أعمال الله وأفضلها.
  • رضا الوالدين يجلب الراحة والثقة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: رغم الأنف، ثم رغم الأنف، ثم رغم الأنف، قيل: من؟ فقال يا رسول الله: من تخلى عن والديه أحدهما أو كليهما، لم يدخل الجنة شيخا».صحيح مسلم).
رضا الوالدين هو الطريق إلى رضا الخالق، وهو الطريق إلى دار النعيم، وبر الوالدين من أهم العبادات وفضلها.