هل راحة البال تأتي من قلة الاهتمام؟ ومن منا لا يبحث عن راحة البال! وكان يقال: عزاء الجسد في غياب الطعام، عزاء الروح في غياب الذنوب، عزاء اللسان في غياب الكلام، عزاء القلب في غياب الاهتمام. ولكن ماذا تعني هذه الجملة وكيف يمكننا تطبيقها في حياتنا لنسعد بسلام قلوبنا؟ وهذا ما سنوضحه بمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع.

راحة البال في مواجهة قلة الاهتمام

عمر الإنسان محدود فهو قصير جداً مقارنة بعمر الكون نفسه، فلا يجب أن يضيعه فيما لا يستحق، كما أن لديه طاقة محدودة يجب استغلالها في كل ما هو مفيد ومفيد. . مفيدة للشخص. القلب عضو له أهمية كبيرة في حياة كل إنسان ويؤثر على صحته الجسدية والنفسية، فالمحافظة عليه ضرورة، وعلى كل إنسان عاقل أن يسعى إلى حياة طيبة وطبيعية.

وصيانته تتطلب الغفلة، وعدم الالتفات إلى غير ما هو مفيد، وتقليل الاهتمام الزائد بالآخرين، والكف عن الاهتمام بصغائر الأمور. القلب هو مكان السعادة والحزن. وبدلا من الحب والكراهية في القلب هناك شعور وهدوء وسلام نفسي أو هلع وخوف هستيري.

عندما تكون سعيداً حقاً تجد أن قلبك هو الذي يضحك وليس فمك، وتشعر بالابتسامة تخرج من بين ضلوعك وليس شفتيك فقط! عندما تبكي من الحزن الشديد تجد أن الحزن يتردد في قلبك، ولا تسيل الدموع من عينيك فقط، عندما تخاف يرتجف قلبك أمام جسدك، وعندما تتحدث باهتمام تخرج الكلمات من قلبك. قبل لسانك ليصل إلى قلب المتلقي، وعندما تكره تكتشف مرارة الغضب والكراهية في قلبك قبل حلقك.

لذلك يجب أن يكون قلبك موضع اهتمامك واهتمامك ومحيطك، يجب أن تشمله في عنايتك وتمنحه حبك قبل أن تمنحه للآخرين. كيف لقلب لا يعرف معنى الحب أن يحب، وكيف لقلب لا يعرف طريق الأمان أن يتخلى عنه! عليك أن تحرس قلبك وتحميه من كل أذى ولا تعرضه للحرمان، حتى تتمكن فيما بعد من منح الحب لنفسك وللآخرين. لأن من يفتقر إلى شيء لا يعطيه.

عواقب زيادة الاهتمام بالآخرين

الاهتمام شعور رائع؛ يحب أن يعطيه الإنسان شيئاً وأن يُعطى له، فيشعر بالأمان والحب والثقة والمشاعر الإيجابية والقبول والرضا، يحب الإنسان دائماً أن يجد ما هو مهم بالنسبة له وأن يتم الاعتناء به. الاهتمام بالشخص يعني محبة رؤيته والتواصل معه والاستماع إليه والبقاء بالقرب منه والتأكد من رضاه.

نحن ندعوك للقراءة

ولكن إذا كثرت المادة وبالغت، أصبحت مضارها أكبر من منافعها، وضررها أكبر من منافعها. اهتمامك بشخص لا يهتم بك على الإطلاق أو يهتم بك ولكن أقل بكثير من اهتمامك به يحزن القلب ويجعل الطرف الآخر يدفعك بعيداً لأنه قد ينزعج من هذا الاهتمام الزائد ويجعله يصدق أنك ضعيف الشخصية وضعيف ثقتك بنفسك وبالتالي يزيد قلقك وخوفك مما ينتج عنه عدم الراحة في قلبك، وبسبب حرصك الدائم على رضاء من عزيز عليك خوفك من فقدانهم وعدم الموافقة على رأيهم أبدًا.

يجب أن تكون المصلحة متبادلة، فلا تقلق ممن يتجاهلك. وكما قيل في الحكمة: «زهدك في من أرادك نقصان حظ، ورغبتك في الزهد فيك ذل النفس». فإنه يسبب الذل والهوان، ويشعر القلب بالإحباط والاستسلام والتعب. إذا كنت تريد راحة البال حقًا، فلا تهتم كثيرًا بمن لا يهتم بك، ولا تضع أحدًا فوق قيمته لئلا يضعك أقل من قيمتك، وأعط لمن يستحق أن تعطي. ، والعمل الجاد من أجل من يستحق المتاعب.

كيف يمكننا التوقف عن الاهتمام كثيرًا بالآخرين؟

يمكنك التوقف عن الاهتمام كثيرًا بالآخرين من خلال زيادة ثقتك بنفسك. عندما تؤمن أنك مميز ولديك شيء يحبه الآخرون ويهتمون به، فلا داعي للقلق كثيرًا بشأن إرضائهم أو الاهتمام بهم خوفًا من فقدانهم. جدير بالثناء، وبعد ذلك سوف ينتبهون إليك وسيقتربون منك ويحتضنونك بسعادة.

يمكنك أيضًا التوقف عن سؤال الأشخاص عن رأيهم فيك وفي أفكارك؛ قد تجد أن هذا الاهتمام بهم، لكن هذا قد يؤدي إلى خيبة الأمل والقلق في قلبك بسبب آراء الناس فيك، خاصة وأن هناك الكثير من الأشخاص السلبيين، إذا كنت تريد راحة البال، فاعلم أن رضا الناس هدف بعيد المنال. .

اترك المجال للآخرين ليطلبوا الحديث معك والسؤال عنك، بدلاً من أن تبادر أنت في كل مرة. ابدأ بتتبع مشاعرك وتقبلها واحترامها والتحكم فيها. اختر الوقت المناسب لبدء الحديث والشخص المناسب الذي يجب الاهتمام به وكن دائمًا ممتنًا لعلاقة جيدة.

راحة البال تكمن في احترام الذات، في الغفلة وعدم الانتباه، في الارتقاء وعيش حياة هادئة، التزم بسلام قلبك وستصبح الحياة سهلة.