هل المرض يعفي المذنب من طلب قضاء الدين إذا ضُرب على خديه؟ وهذه من العادات السيئة التي يفعلها بعض الناس تعبيراً عن الصدمة والمأساة، وهي ليست عادة سيئة فحسب، بل هي محظورة أيضاً، لذا علينا أن نتعرف على الدفع بسداد الدين عند الضرب عليه الخدين. ما يشرح لك.

طلب سداد الدين عند الضرب على الخدين

اللطم من العادات التي جاء الدين الإسلامي يحاربها لأنها من العادات الجاهلية التي فيها الكثير من السخط والأذى وتتطلب التوبة لأنها عادة نهى عنها الدين.

لكن عليك أن تعلم أنه عندما تضرب الخدود ليس هناك طلب مخصص للتوبة فقط، كما تحتاج إلى التوبة أمام الله والشعور بخطئك في ارتكاب هذه الذنب، والعودة منه قبل الصلاة.

ولذلك فإن من الأدعية التي تتضمن طلب قضاء الدين عند الضرب على الخدين هي الصلاة التالية:
“اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما أقسمت عليه.” لك بالإخلاص برحمتك لي، وأعترف لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وفي هذا الدعاء يتخلى المذنب عن أي ذنب أو خطأ ارتكبه في حق الله تعالى، ويلجأ إلى الله تعالى للخلاص من ذلك الذنب، ويطلب المغفرة منه سبحانه وحده.

دعاء لمغفرة الذنب

ومن الأدعية التي تصلح لطلب قضاء الدين إذا ضرب على الخدين، أدعية يتوب فيها العبد ويستغفر، إذ يستغفر من كل ما فعل في حق الله أمام الله، ومنها ما يلي: :

  • اللَّهُمَّ إني ظلمت نفسي كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي منك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.
  • ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار.
  • لا إله إلا أنت سبحانك أيها الظالمون.
  • ربنا إننا أسأنا لأنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
  • ربنا اغفر لنا ذنوبنا وافدينا وارحم ضعفنا. اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك.
  • اللهم إنا نعوذ بك من شرورنا وسيئات أعمالنا. اللهم اغفر لي ذنوبي وتقبل ذنوبي يارب العالمين.
  • ربنا اغفر لنا. أنت الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لي ضعفي واكف عني سيئاتي التي فعلتها.
  • استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

مرسوم على ضربة للخدين

ونحتاج إلى معرفة طلب قضاء الدين عند الضرب على الخدين، مع مراعاة حكم هذا الفعل في الدين الإسلامي، الذي يوجب سداد الدين إذا ارتكب، لأنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليه وسلم:
“من لطم الخدود، وشق الجيوب، وعظ بحجة الجهل فليس منا”.
المقدم : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | خلاصة حكم الحديث: [صحيح].

فهذا براء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ارتكب هذا الذنب العظيم، وعلى صاحبه أن يتوب منه على الفور.

وكما قال بعض العلماء، فإن هذا الفعل قد يصل في بعض الأحيان إلى حد الكفر، والعياذ بالله، لما فيه من السخط والاعتراض على قضاء الله، مما يدفع النفس إلى عدم الإيمان بالله وحكمه وقدره.

حالات لطمة الخد وكفارتها

نحن ندعوك للقراءة

هناك حالات كثيرة يضرب فيها الناس على الخد، ولكل حالة درجة الذنب الخاصة بها، وكذلك العقوبة، وبالتالي فإن الحاجة إلى التوبة والتكفير، والتي تزداد كلما زادت درجة الأمر، وهم على النحو التالي:

  • الحالة الأولى: أن تكون الصفعة فيها رد فعل غير واعٍ ناتج عن صدمة أو مأساة شلت عقل الشخص وبالتالي لا يعي ما يفعل، وهي أخف وأخف درجة، إذ يستيقظ ذات يوم فالمطلوب منه تصحيح خطأه والتوبة إلى الله تعالى والاستغفار.
  • الحالة الثانية: وهي التي يفعل فيها العبد هذه المعصية عمداً، لا جهلاً، ولكن جهلاً بأمر الدين، وظناً أن ذلك نوع من الحزن، وهذه حالة أشد. حالة أعلى درجة من السابقة، وتتطلب التحري والتحري في دين الله الحق، وأوامر رسوله ونهى عنه، وآداب الحداد، وقبول قضاء الله، ثم التوبة الصادقة. نسأل الله تكرار هذا الفعل.
  • الحالة الثالثة: من يفعل هذا العمل على وجه العبادة كبعض الفرق الإسلامية كالشيعة أو بعض الفرق المتطرفة، وهذا يشمل مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والسعي في طاعة الله. بما يكره، وفي ذلك الوقاحة والعياذ بالله، مما يجعل صاحب هذه الذنب خالداً في حياته.

لماذا الضرب على الخدود خطيئة عظيمة؟

لا بد أن البعض يظن أن الصفع مجرد تعبير عن الحزن اعتاد عليه البعض، فما المشكلة فيه ولماذا نهى الرسول عنه، وهذا ما نوضحه بالنقاط التالية:

  • سلوك يعبر عن ضعف الإيمان بالله.
  • التربيت على الخدين يمكن أن يكون علامة على عدم الرضا بقضاء الله تعالى وعدم الرضا به.
  • وفي ذلك جرأة تجعل الإنسان بسبب الحزن أو الألم يرتكب المزيد من الخطايا والجرائم ضد الله.
  • وضرب الخد من إيذاء النفس وقد حرمه الله عز وجل ورسوله الكريم.

{ولا تعجلوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195].

  • ومن الجانب العلمي، والذي يتعلق أيضًا بالطب النبوي، حيث أن الكثير من أوامر نبينا الكريم ونواهيه كانت تتعلق بسلامة وصحة الجسد والنفس والروح، فإن اللطم من العادات التي تسبب مشاكل للجسد. الجسم للكثير ولذلك يجب تجنب هذا النشاط حتى أنه نهى عنه: ضرب شخص آخر (وليس الضرب في الوجه).

فداء للضربات على الخدين

فإذا استيقظ مرتكب هذه المعصية وأراد التكفير عن هذا الخطأ فالكفارة الواجبة هي التالية:

  • وهذا ذنب يحتاج إلى سرعة التوبة والرجوع عنه، كما قال تعالى:

{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تائب الآن}. كما أنه لا توبة لمن يموت غير مؤمن. وَإِنَّا أَعْتَدَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)} [سورة النساء].

  • وضرب الخد من الذنوب التي لا توجب كفارة مخصوصة، بل كسائر درجات الذنوب التي توجب التوبة منها.
  • التوبة في لطمة الخد هي اعتراف للنفس ولله تعالى بأن هذا ذنب، وأن العبد يندم على فعله، وأنه يتوب منه، أي ينذر أمام الله ألا يرتكبه. مرة أخرى وعدم تكرار ذلك.
  • وحتى لو تكرر ارتكاب الإنسان لهذه الذنب تحت تأثير العادة أو السهو، فلا بد من العودة مرة أخرى والتوبة إلى الله، ومحاولة تجنب ذلك، وذكر الله عند حدوث المصائب، من أجل الحفاظ على العقل، وقبول حكم الله وقبوله. أهمية الرضا بالقدر خيره وغضبه.
  • أما بعد الاستغفار وقوله أو نسيانه، فلا بد من العودة مرة أخرى والتوبة أمام الله، ومحاولة تجنب ذلك، وتذكر الأدعية التي منها دعاء سداد الدين عند الضرب على الخدين.
  • محاولة تكفير السيئات واستبدالها بحسنات تمحيها وترفع درجة المؤمن، كما يقول الله تعالى:

{وأقم الصلاة آخر النهار وأول الليل. والحقيقة أن الحسنات يذهبن السيئات. وهذا ذكرى لمن يتذكر. (114)} [سورة هود].
ومن خلال ما سبق تمكنا من التعرف على طلب قضاء الدين عند الضرب على الخدين، وكفارة مثل هذا السلوك، الأمر الذي يتطلب من كل عبد مسلم أن يعمل على توعيته وتعريفه بالآداب الصحيحة في مثل هذه الظروف، و واحرص على أن تتأدب مع الله في كل قول وعمل.