“إن وعاء العلم والمعرفة هو الوعاء الوحيد الذي يتسع عندما يكون فارغاً…” ومن هنا سنتحدث عن حوار بين شخصين حول التعاون، موضحين طبيعته وأهميته في المجتمع.

تزايد في الآونة الأخيرة تفضيل العلم أو الفضل بسبب حب الذات والخوف من فقدان السمعة الأكاديمية أو المنصب الوظيفي، والآن سنخبركم عن التعاون من خلال الحوار بين شخصين.

حوار بين شخصين حول التعاون

التعاون هو أحد الصفات التي تساهم بشكل كبير في التقدم. وهي من أسمى أعمال الإنسان الخالصة تجاه الخلق ويجب غرسها في الأطفال. وبدون التعاون، سوف ترى المجتمع كمكان مخيف وغير إنساني على الإطلاق. لذلك سنناقش الطرق المختلفة لتقديم الحوار حول التعاون بين شخصين، لتوضيح قيمته ومعنى ذلك:

1- حوار حول معنى التعاون بين شخصين

وفي إحدى الليالي الحارة، سأل ابنه والده عن معنى التعاون، وجاء جواب الأب سلسًا ليفهمه الصبي، موضحًا له أن هذه الصفة تعني: “أن نقدم يد العون كلما أمكن ذلك يا بني، لمساعدة من يحتاج إلى إنجاز أي شيء، مهما بدا لنا تافهاً أو بسيطاً”.

ثم زادت رغبة الطفل الصغير في معرفة أهمية ذلك الفعل! والذي عاد منها أكد له والده أن الحياة ستكون أسهل لو تعاون الناس وساعد الأغنياء الفقراء، لأنك من الآن لن ترى إلا الحب والطيبة منتشرة في كل أنحاء العالم.

ونواصل عرض الحوار بين شخصين حول التعاون، ولم ينفذ رغبة الطفل الصغير في المعرفة من شوقه لما سمعه من والده، فسأله أن يعرف هل هناك أشكال مختلفة لهذا التعاون. وهل يمكن أن يكون ترتيب سريرك شكلاً من أشكال التعاون؟

وكان جواب الأب للطفل مرضياً تماماً: فقد أخبره أن من أفضل الطرق لمساعدته هو أن يفعل ما يستطيع الإنسان أن يفعله دون تفكير أو تردد، وأن من أفضل ما يمكن أن يفعله من أجل رعايته هو أن يعتني به. رتب السرير. وأكدت له الأم أن هناك أشكالاً عديدة للتعاون لا حصر لها.

فهو لا يستطيع فقط مساعدة أفراد الأسرة في المنزل، بل يمكنه أيضًا مساعدة زملائه في المدرسة على فهم المواضيع الصعبة، أو مساعدة زميل في العمل عندما يكبر، أو مساعدة أحد المارة في الشارع. أو المساعدة النفسية مهمة ومن القيم الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها.

2- مناقشة التعاون في الأعمال المنزلية

نواصل تقديم حوار آخر حول التعاون بين شخصين ونتحدث عن حوار أخت مع أخيها الأصغر لتجعله يفهم قيمة وأهمية التعاون، بدأ الحوار مع الأخت بأدب تطلب من أخيها أن يحضره. عشر صحون من جاره.

لم يتردد الطفل الصغير – الذي لم يفهم معنى التعاون – فذهب إلى الجار وطلب منه أن يأكل ما يكفي، ثم جاء الضيوف وطلبت الأخت الكبرى من الطفل الصغير المساعدة في رفع وحمل الأطباق أو الملاعق. حتى شعر بالإرهاق وبدأ يظهر في ملامحه الصغيرة.

وهنا ظهرت أخته الكبرى مراد وأرادت أن تعلمه أهمية التعاون والشعور بالوحدة والإحباط من تحمل المسؤولية بمفرده، فسألته: لماذا تظهر عليك علامات التعب؟

أجاب الولد الصغير: لماذا لا يساعدني أحد في حمل الأغراض ووضعها جانباً؟ أنا متعب وأشعر بالضعف والوحدة.

فقال له: إذن تريد المساعدة! فلماذا رفضت مساعدة أخيك في حمل أغراضه بالأمس؟

ثم أكملت: طفلي نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- شجعنا على التعاون. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:: ““ما دام المرء في عون أخيه فإن الله في عون العبد”. [حديث ثابت فتح الباري لابن حجر].

لا تتوقف أبدًا عن تقديم يد العون لشخص محتاج، حتى لو خرجت كلمة طيبة من فمك الصغير، ووعدني أنك لن تتردد في تقديم المساعدة الحقيقية أو المادية لي عندما تتوتر عضلاتك القوية. مساعدة المحتاجين.

ننصحك بالقراءة

فوعد الطفلة الصغيرة بأنه تعلم الدرس بطريقة غير مباشرة وأهمية تقديم المساعدة؛ مثلما ترسخت في رأسه الصغير فكرة أن تقديم المساعدة اليوم سيؤدي إلى حصولك على مساعدة من أشخاص لا تتوقعهم غدًا، حتى يقدم المساعدة. أصبح شاباً ذا سمعة طيبة، وأخبرنا عن تجربته الشخصية في تعلم معنى التعاون في حياته.

3- التعاون في عهد النبي محمد (ص)

وعندما قرأت الآية بدأ حوار بين الشخصين حول التعاون في التلاوة لحفظ القرآن الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). [سورة المائدة: الآية 2].

فسأل الطالب في محفظته عن معنى هذه الآية العظيمة وما المقصود بالتفكر فيها، ليحصل على معنى مهم عن التعاون وما هو، فأجابه المعلم بما يلي: في عهد النبي. : عليه الصلاة والسلام – وظهر معنى التعاون حين دخل مكة .

كما كان هناك من الصحابة الذين ساعدوه في هذا الأمر: أغلبهم أبو بكر الصديق، وعبد الرحمن بن عف، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة الجراح -رضي الله عنهم- أسلموا على يده أيضًا. وكذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، تعاون الصحابة -رضي الله عنهم- في بناء هذا المكان.

ومن هنا نفهم معنى هذه الآية، فقد كانت أخلاق الصحابة -رضي الله عنهم- وخصائصهم خير مثال على مبادئ الإسلام والأخلاق الإنسانية بشكل عام. والتعاون يجب أن يكون من أجل الخير. وأعمال الخير لا في الشر ولا في الحروب والصراعات.

4- محادثة حول التعاون الأكاديمي

وبينما بدأ الحديث بين شخصين حول أهمية التعاون وتأثيره على الإنسان، عندما لاحظ أحد الأصدقاء زميله بنظرة حزينة وتعابير وجه باهتة، دار بينهما الحوار التالي:

  • صباح الخير يا صديقي.
  • صباح الخير أحمد .
  • لماذا تبدو ملامح وجهك غير مريحة إلى هذه الدرجة؟
  • ذهبت إلى الجامعة أمس وطلب منا الطبيب أن نجهز ورقة معًا للامتحان الشفهي.
  • فأجاب صديقه: إذن ما المشكلة في هذا؟
  • المشكلة هي أنني لا أرى ضرورة للحصول على مساعدة من شخص آخر، طالب مثلي، لأنني أستطيع إعداد هذا البحث بنفسي على أكمل وجه.
  • دعني أخبرك أنك مخطئ. الغرض من التعاون في هذا البحث هو تقديم محتوى جيد، ومعلوماتك لتكمل معلومات صديقك، وليتعلم كل منكما روح المشاركة، وليس الغرض من جمع الملاحظات فقط. .
  • لا أشعر أنني بحاجة للمشاركة.
  • المشاركة ستمكنك من تقديم أبحاث مبهرة وتحقيق نتائج مبهرة، وسيخبرك زميلك عن تجربته في ذلك المجال، واختلاف وجهات نظره سيزيد من قدرتك ومعرفتك على استكمال مراحل دراستك. لتقوية علاقتك به هل لم ترغبي في أن يكون لديك صديق مقرب لفترة طويلة؟
  • أنت على حق، شكرًا لك على توضيحك.. كنت بحاجة إلى فهم ما هو التعاون وتأثيره على حياتي الاجتماعية.

5- مقابلة صحفية بخصوص التعاون

في أحد الأيام، أراد أحد الطلاب إعداد مقابلة صحفية حول التعاون ونشرها في صحيفة المدرسة، مما دفعه إلى فتح حوار مع زميل أكبر منه، مما مكنه من نشر أفضل حوار حول التعاون بين شخصين. فيما يلي بعض الأسئلة المفيدة لفهم أهمية التعاون.

بدأ الطالب بالسؤال عن معنى التعاون بالنسبة له، فأجاب بأنه يعني تقديم أي مساعدة لغوية أو عملية لمن يحتاجها، خاصة إذا كان لديه خبرة بها. ثم سأله الطالب عن أهمية التعاون. سواء في المدرسة أو في العمل.

وكان جوابه أن التعاون له نفس المنفعة العامة في جميع المجالات. يعد التعاون في مكان العمل مثالاً على نجاح الشركة. فبدون تعاون موظفيها لن يكون للمنظمة اسم أو مكانة، بينما يدرس الإنسان يشعر بقيمة نجاحه عندما يفشل صديقه لأنه يحتفظ بعلمه لنفسه.

فسأله الطالب: هل من الممكن أن يعيش الإنسان حياته دون أي تعاون؟ فأجاب: “ماذا لو طلبت من معلمك مهمة وساعدك صديقك في إكمال نصفها أو أجاب بالطريقة”. ما هي المعلومات التي تجمعها، هل ستكون النتائج هي نفسها؟

بالطبع لا، فالجهد الذي تبذله لتحقيق هدفك ينخفض ​​إلى النصف عندما يقدم لك شخص آخر يد المساعدة. وكذلك لا يمكنك أن تسأل مثل هذا السؤال، لأن التعاون سمة تحدث بشكل عفوي في طبيعة الإنسان منذ الصغر ولا تستطيع أن تفعله. أن تستنفد في هذا العالم.