وفي المذاهب الأربعة، وهي ثاني أركان الإسلام الخمسة، يختلف حكم ترك الصلاة باختلاف ترك الصلاة عمداً، أو نسياناً أو كسلاً. وأصله أنه إذا صلح صلح الأديان كلها، وإذا فسد فسد الدين كله، وسنتعلم من وجهة نظر أحد المذاهب الأربعة بأدلة قطعية: أنه يترك الصلاة الواحدة تلو الأخرى. الأخرى.

حكم ترك الصلاة في أربعة مذاهب

الصلاة خير دليل على أن الإنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ كما نستمع إلى شهادتي الإنسان المصدق لله تعالى، وهو الشرط الأول للإسلام، في كل صلاة. ومن المسلم به والمكتوب أنه مسلم وأن علاقته بالله متوقفة على الصلاة وأن الصلاة فريضة ثابتة على المؤمنين الذين يؤمنون بالله ورسوله، كما جاء في حديث الله تعالى:

وكما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه “نيل الأوطار” فإنه لا خلاف بين المسلمين في ترك الصلاة ما لم يوجد منهم منكر لدين الإسلام. وقد نقلنا إليك أقوالا مختلفة في ترك الصلاة على المذاهب الأربعة كما عند بعض الناس في حالة الكسل أو الجحود والإنكار:

  • الرأي الأول: عند الشافعية، فإن تارك الصلاة عمداً يصبح كافراً، ويجوز قتله، أما إذا كان متكاسلاً فلا يكفر، لأنه يمكن أن يتوب ويعود إلى رشده. وحقيقة تسميتهم بالتائبين ودليلهم على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التالي:
  • الرأي الثاني: الحنابلة الذين تختلف رواياتهم في حكم تارك الصلاة أنه ليس بكافر، بل تجب توبته. صلاته كافرة، ويجوز قتله على اعتبار أنه مرتد.
  • الرأي الثالث: ذهب جمهور المالكية إلى أن تارك الصلاة أو تاركها بدون عذر شرعي هو كالكافر المرتد عن دين الإسلام، وأن حكم الترك يوجب قتله كافراً.
  • الرأي الرابع: حكم الحنفية أن تارك الصلاة ليس بكافر، ولا يجوز الحكم عليه بكفره، بل هو آثم وآثم. وعند أبي حنيفة فهو معذور في ترك الصلاة ولا يقتل. ومما يدل على ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم:

حكم ترك الصلاة في الإسلام

ومن الأدلة الأخرى التي تبين فرض قتل تارك الصلاة، بيانها في أربعة مذاهب على النحو التالي:

  • الدليل الأول: يأتي من حديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه): قال:

وهذا يدل على أن رحمه الله، كما يوضح الإمام ابن القيم، يمنع من تخلى عنه من قتل نفسه.

  • الدليل الثاني: عن الإمام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال:
  • وكما قال الإمام ابن حزم فإن في أربعة مذاهب قاعدة تكمل الحكم بأن تارك الصلاة كافر وكافر:

الأدلة من القرآن على كفر تارك الصلاة على المذاهب الأربعة

يتفق جمهور المسلمين على أن حكم من ترك الصلاة بدون عذر في المذاهب الأربعة هو كافر مرتد، وفي القرآن دليل على ذلك، ونوضحه لكم على النحو التالي:

الأدلة من السنة النبوية في حكم ترك الصلاة في أربعة مذاهب

وكما بينا حكم ترك الصلاة في أربعة مذاهب بالأدلة من آيات القرآن، نأتي الآن إلى حكم ترك الصلاة ودليل الكفر من السنة النبوية. على النحو التالي:

عقوبة ترك الصلاة

الصلاة عمود الدين وبنيانه، وهي واجبة على كل مسلم بالغ، عاقل، بالغ، ومن ترك الصلاة عمداً حكم عليه بالإعدام، كما بينا ذلك في حكم ترك الصلاة في المذاهب الأربعة. ومع أن هناك عذابًا يثاب عليه الإنسان في الدنيا والآخرة، إلا أننا نذكر أيضًا ما يلي:

  • وينظر الله تعالى بعين الغضب.
  • ومن ترك الصلاة فمصيره النار عافانا الله وإياكم.
  • فهو مسؤول عن جميع أفعاله، بغض النظر عن أي معروف.
  • وإذا أوقد ناراً في القبر كان له عذاب شديد إلى يوم القيامة.
  • كما أن عقوبة تارك الصلاة في قبره يعرضه للثعبان الأقرع.
  • فيضمد القبر ويضيق عليه حتى تختلف أضلاعه.
  • ومن عقوبة تارك الصلاة أن لا يروي ظمأه، ولو شرب ماء الدنيا ومات بلا ماء.
  • وعندما يموت يشعر بالذل والإهانة.
  • وهو أيضاً سيموت من الجوع.
  • ومن ترك الصلاة لم يكن له أجر صلاة الصالحين.
  • ولا يصلي عليه، ولا يرى ولو دعي عليه.
  • لن يتم مكافأة جميع أعماله بدون الصلاة.
  • وفي الوقت نفسه يعاني من اختفاء الوفرة في ماله ورزقه.
  • وينزع عنه وجه الصديق ولا يجعل الله على وجهه علامات الكرامة والخير.
  • فلن يجد سعة في حياته، ولو طال عمره، لن يشعر بطول هذه السنوات التي قضاها في الأرض، وسيضيع هباءً.