ما هو الحديث النبوي عن محمد الفاتح؟ من هو محمد الفاتح؟ وقد تعددت الأقوال في هذه القصة، فمنهم من أيده، ومنهم من عارضها بشدة، ومنهم من استعان ببعض الأدلة الموثوقة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن خلال هذا سنوضح هذه المسألة. حول حديث الرسول عن محمد الفاتح هل هو صحيح أم لا.

الحديث النبوي عن محمد الفاتح

وفي أحد العصور، قاد محمد الفاتح جيشًا إسلاميًا لفتح القسطنطينية والاستيلاء عليها، واستطاع أن يفعل ذلك بشكل جميل، وبعد ذلك تضاربت الأقوال حول ذلك بسبب أقوال النبي:افتحوا القسطنطينية وليكن الأمير أميرها وليبارك الجيش.“.

وقد أكد البعض أنه يقصد بالفعل محمد الفاتح، إذ ربما كان قائد الجيش في ذلك الوقت، 29 مارس 1453. والجدير بالذكر هنا أن هذا الحديث لم يكن معروفا عند الناس. بل كانت بشرى نبوية، إذ نقلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه أثناء الجهاد، ليتمكن من رفع معنوياتهم في ذلك الوقت.

وقد ظهر الدليل على ذلك في بعض كتب التاريخ عندما روى عن صحيح مسلم البشارة النبوية للمسلمين بفتح القسطنطينية بلغة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قيل في الحديث :

(كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص فسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أم رومية؟ فطلب عبد الله الصندوق الذي فيه الخاتم. قال: فأخرج منه كتابا قال عبد الله: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح القسطنطينية أم الروم أولا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح يُفتح أولاً: يعني القسطنطينية).

وبالتالي اختلف الكثيرون حول ما إذا كان يشير إلى محمد الفاتح نفسه أم لا، لكن معظم المسلمين أجمعوا على أن محمد الفاتح لا علاقة له بالحديث المبني على أدلة دينية وتاريخية بحتة. هُزمت مرة أخرى في نهاية الزمان، ولا أحد يعرف كيف يمكنها فعل ذلك؟

وبما أنها لن تنزل بالحروب، بل بفرح الله وتمجيده، فقد تلقى الحديث بعض الانتقادات في صحته، واستدل آخرون ممن أشاروا إلى أنه ينزل في آخر الزمان بالحديث الذي رواه رواه الترمذي عن أنس بن مالك قال:“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فتح القسطنطينية من أول الساعة}«أحسنه بعضهم، والبعض الآخر لم يفعل، ومنهم الألباني.

من هو محمد الفاتح؟

ولد محمد الفاتح بن مراد الثاني عام 1432م في الأردن عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، ويعتبر سابع سلاطين الأسرة العثمانية وكان يلقب بأبو الخيرات بسبب كرمه الشديد. كما نشأ على الأخلاق الحميدة والدين القويم في دار الخلافة وكانت حياته مترفة وحرص والده على تعليمه هذه الصفات حتى يكون جديراً بالخلافة الإسلامية.

يعتبر محمد الفاتح من أقوى السلاطين العثمانيين الذين تولىوا الخلافة العثمانية وبذل جهداً كبيراً في توسيعها من الغرب، كما تمكن من الفتح والسيطرة على العديد من المدن الأخرى مثل صربيا والبوسنة واليونان. والهرسك وبدأ العمل على توسيع الأراضي العثمانية في جميع أنحاء البلاد.

حتى وصل إلى الأراضي في جنوب أوكرانيا، وكان من أعظم المناصب التي تقلدها محمد الفاتح والتي ميزته عن غيره من الخلفاء، أنه تمكن من الاستيلاء على بعض المدن المسيحية، لكنه لم يتصدى لها وسمح لهم بممارستها. دينهم يعيشون بشكل مريح في بلدهم.

قبل محمد الفاتح الخلافة

بعد وفاة الخليفة مراد الثاني، بدأ بعده مباشرة ابنه محمد الفاتح في الوصول إلى السلطة، كما عمل على تقوية الجيش وتوسيع قوة القسطنطينية ومدها إلى الجنوب، ويعتبر الجيش ما أكثر ما اهتم به محمد الفاتح في فترة حكمه، فكيف جهزها بالمعدات والآلات العسكرية الحديثة.

كما قام أحد المهندسين ببناء مدفع عملاق لم يسبق له مثيل من حيث الحجم والارتفاع في ذلك الوقت. طرق الملاحة حتى يتمكن من حكم القسطنطينية.

حيث سيطر على مضيق البوسفور وبنى على الاتجاه الأوروبي للمضيق قلعة الروم والتي تسمى بقلعة الأناضول، ومن هنا استطاع قطع الإمدادات عن القسطنطينية واستطاع السيطرة عليها، كما اهتم بإعدادها الآليات العسكرية والمدافع، تزويد الجيش بالتكنولوجيا الحديثة، وتدريب الجيوش على أعلى مستوى.

نحن ندعوك للقراءة

وذلك من أجل شن الحروب وضمان النصر فيها، ويتميز محمد الفاتح بأنه كان يتمتع بعقلية فريدة في الحروب، فتمكن من السيطرة على العديد من المدن في وقت قصير جدًا، ومن أهمها وفي المعارك التي شارك فيها كان النصر العظيم هو فتح القسطنطينية.

كيف فتح محمد القسطنطينية؟؟

بدأ محمد الفاتح في إعداد الجيش على أعلى مستوى لهذه الحرب المصيرية، وعندما تم تجهيز حوالي 250 ألف جندي، بدأ في إعدادهم لحصار القسطنطينية، الأمر الذي أحدث صدى تاريخيًا حتى يومنا هذا، وطلب محمد الفاتح من قسطنطين الحادي عشر تسليم الحصن دون حروب.

وكذلك دون أن يلحق المسلمون أذى بأحد من سكانها، وكانت لهم الحرية الكاملة في حكم معتقداتهم وممارسة شعائرهم، لكنه رفض ذلك. كما حاول قسطنطين ثني محمد الفاتح عن قراره بغزو القسطنطينية حتى لا يهاجم المسلمين بجيشه، لكن محمد الفاتح رفض تمامًا وبدأ الحرب ضده.

وهنا هاجمت الجيوش الإسلامية الحصون وأحدثت دماراً كبيراً، لكنها لم تتمكن من دخولها. وفي نفس اللحظة، بدأت سفن المسلمين في مهاجمة ميناء القسطنطينية، لكنها أيضًا لم تنجح، وأصبحت هذه ملحمة غلطة الكبرى. معركة بحرية هُزم فيها المسلمون وخسروا معظم جيوشهم البحرية.

وكانت أكبر مشكلة واجهها الجيش الإسلامي هي نقل السفن من ميناء البوسفور إلى ميناء القرن الذهبي ليتمكن من حصار القلعة، وهنا ابتكر المسلمون طريقة بارعة تطلبت منهم جر السفن على الأرض فوق جبل قريب للوصول إليها. بإحضارهم إلى ميناء القرن الذهبي، وتمكنت السفن الحربية من تنفيذ مخططاتها.

فأدخلوا الميناء بسبعين سفينة وفتحت القسطنطينية برسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في 29 مارس 1453م، وهنا استطاع محمد الفاتح أن يحكمها ليصبح أول مسلم الخليفة الذي يستطيع أن يحكم القسطنطينية، وعمل محمد بعد ذلك على فتح القسطنطينية بنفس الطريقة التي عمل بها المسلمون من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة.

ومن خلال تغيير نظام الحكم وتغيير دين البلاد من غير مسلم إلى مسلم من خلال تفاعل الناس مع بعضهم البعض وإقناعهم بالتاريخ الإسلامي، فهو بمثابة دعوة لنشر جديد للدين الإسلامي.

ماذا حدث بعد فتح القسطنطينية؟

وبعد بدء المعركة ظهرت أقوال كثيرة حول ارتباط الحديث النبوي عن محمد الفاتح بفتح المدينة، وهناك آراء كثيرة مشتركة بين علماء الإسلام، وكذلك أحاديث كثيرة صححها كثير من العلماء، ومع ذلك نأتي إلى الحديث الأكثر إثارة للجدل بين الشعوب – حديث النبي عن محمد. وجاءت الفاتح على النحو التالي:

(عن عبد الله بن بشر الخطمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «فتحت القسطنطينية، ونعم أميرها، ونعم الأمير» هو أميره، جيش هذا الجيش، قال: دعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني، فكلمته فغزوا القسطنطينية..

ومن الجدير بالذكر أنه لم يتمكن أحد من إثبات صحة أو خطأ حديث الرسول من جهة محمد الفاتح. وذلك لأنه حديث ضعيف بعض الشيء، كغيره من الأحاديث. وهناك من أكد صحتها. ، كالحاكم والذهبي، وهناك من ضعفه كالألباني والأرنؤوط، نتيجة عدم التحقق من المسند.

ولذلك نرى أن الإسناد ضعيف كما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، لكن النقطة الأهم هي أن فتح مدينة القسطنطينية يعتبر من أعظم الفتوحات في التاريخ والتاريخ العسكري. وتتجلى فيه عبقرية محمد الفاتح، فلا يمكن إنكار هذا العمل أو الافتخار به.

وفاة محمد الفاتح

توفي السلطان محمد الفاتح يوم الجمعة الموافق 1481م. وكان من جنوده، وهذا يدل على أنه كان قائداً عظيماً، صاحب عزيمة وحب للجهاد. توفي في الجيش بعد أن حكم لمدة 31 عاما. كان عمره 53 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تحمل الألم حتى توفي في مدينة أزنكمد.
حاول السلطان العثماني محمد الفاتح فتح القسطنطينية، ولم يتمكن أحد من إثبات صحة رواية الرسول بأن محمد الفاتح سيشرع في فتح المدينة.