الآية القرآنية الخاصة بالمعاملة الطيبة مع الآخرين هي من الآيات التي تكررت في القرآن الكريم في عدة مواضع وباختلاف مضمونها وتفسيرها في أكثر من سورة لأن حسن الخلق والمعاملة الطيبة أمر الله به فهو علاج يجمع الناس على درجة معينة من الحب والترابط، وهذا ما يعمل عليه لدعم الإنسانية وجعل العالم مكانًا أفضل، وفيما يلي سنتعرف على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع من خلال…

آية قرآنية عن العلاقات الطيبة مع الآخرين

ولا تتوقف العلاقات الطيبة مع الآخرين عن كونها هدفا من أجل الأغراض الدنيوية فحسب، بل هي وسيلة لفعل الخير وتعزيز مكانة المسلم في الآخرة. وعن أبي طالب – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
إن أحب إلي وأقرب مني في الجماعة يوم القيامة محاسنك، وأبغض إلي وأبعد مني في الجماعة عيوبك: النميمة، والتبجح، والتفاخر». [حديث صحيح إتحاف الخيرة المهرة].
وتشمل الأخلاق الحميدة أيضًا صلات الأسرة وبر الوالدين، وكذلك الكف عن الأذى ودفع الأذى بالأذى، وفيما يلي نتعرف على آيات متنوعة تعبر عن حسن الخلق تجاه الآخرين من خلال موضوع القرآن. ‘آية جميلة عن معاملة الآخرين بشكل جيد:

  • يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كيف يكره الله أن تقولوا ما لا تفعلون.) [سورة الصف الآيات من 1 إلى 2]وسبب هذه الآية هو أن جماعة من المؤمنين، بعد أن علموا أن أفضل الأمور هي الإيمان بالله بلا شك، وقتال من لا يؤمن بالله، كرهوا ذلك.
  • وكان لنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة ومرشد في أمر الدنيا والآخرة، ولذلك يقول تعالى عنه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). [سورة الأنبياء الآية 107],

وقد فسر المفسرون هذه الآية بطرق مختلفة. ورأى بعضهم أن غرضه من الرسول أن يكون رحمة للمؤمنين بالله واليوم الآخر، وكذلك للكافرين. ورأى بعضهم أن ذلك رحمة فقط لمن آمن بالله واليوم الآخر، ومن قال غير ذلك نجا من العذاب والانهيار والتشوه الذي أصاب الأمم قبلهم.

آيات القرآن تعبر عن أفضل الصفات الأخلاقية

وكان رسولنا الكريم يتمتع بأحسن الأخلاق وأحسن الناس في التعامل. وقد دلت سيرته المروية عن أصحابه وتابعيه على ذلك، ودلت على ذلك آيات القرآن أيضا، وهي أفضل المراجع التي يمكن الاستناد إليها في الأخلاق الحميدة. وفيما يلي سوف نتعرف على هذه الآيات من موضوع القرآن عن معاملة الآخرين بشكل جيد:

قال الله تعالى عن نبيه الكريم:
(إنك لعلى خلق عظيم). [سورة القلم الآية 4],
هذه الآية تكريم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقد آتاه الله أحسن أخلاق الأنبياء قبله، فقبل توبة سيدنا آدم، وأيضا شكر نوح، وأيضا وفاء إبراهيم، ووعد إسماعيل، وحسن أفكار النبي يعقوب، وحلم نبي الله إسحاق، وصبر وضرب سيدنا يوسف، وصبر أيوب عليه السلام، وغيرهم، وهذه من الأخلاق التي يمكن للمسلم أن يقلدها في علاقاته مع الآخرين، وفي علاقاته بالله.

وكذلك قصة سيدنا يوسف خير دليل على الأخلاق النبيلة التي تحلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورغم ما فعله إخوته به وبغضهم له، إلا أنه في النهاية عفا عنهم وعفا عنهم، فيتحدث الله تعالى بلغته:
(فيلن يكون هناك عذاب لك في هذا اليوم. غفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). [سورة يوسف الآية 92].
فسيدنا يوسف المميز بجماله وحسن خلقه، عندما أغرته زوجة حبيبته مصر بنفسها، لم يستجب لها، استعان بالله العلي وظل عفيفًا حتى لا يقع في الشر هو نفسه و فضل السجن على ارتكاب الخطأ.

الله تعالى يتكلم بلغته:
(فقال صاحب السجن: أنا أحب إلي مما يدعونني إليه، وإلا أصرف عني كيدهم، وأهاجمهم وأجهل. (33) فاستجاب له ربه. واصرفوا عنه كيدهم إنه هو السميع العليم.) [سورة يوسف الآيات من 33 إلى 34].
يذكر القرآن العلاقات الطيبة مع الناس

وموضوع الآية القرآنية عن حسن معاملة الآخرين يتضمن العديد من الآيات التي تعبر عن ذلك، والقرآن هو المنهج الذي يتبعه المسلم في حياته، والذي يشمل جميع جوانب الحياة بالإضافة إلى السنة النبوية. وفيما يلي سنتعرف على آيات أخرى:

دخل الصحابة الكرام بيت النبي بدعوة منه، وجلسوا وتحدثوا، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يرد أن يخبرهم بأنه متعب، حتى لا يخرجهم ذلك.

فأنزل الله القدير كلامه:
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي حتى يؤذن لكم أن تأكلوا طعاما ولا تعلمون أين هو. ولكن إذا سمي يتيماً فادخلوا، وإذا أطعمتم فانتشروا ولا تنسوا، لحديث: إن هذا كان يؤذي النبي ولكنه يستحيي منكم. والله لا يزيغ عن الحق، وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء الحجاب هو أزكى، وفي كلامكم، وفي قلوبكم، وفي كل شيء حلال لكم. أن لا تؤذي رسول الله ولا تتزوج رجلاً من بعده، إن هذا عند الله عظيم، نعم.) [ سورة الأحزاب الآية 53].
كما توضح الآية الكريمة أنه لا يجوز التعامل مع النساء إلا من وراء حجاب أو حجاب، وليس بشكل مباشر أو وجهاً لوجه، تجنباً للإغراءات.

نحن ندعوك للقراءة

ومن حيث حسن الخلق وحسن العلاقات مع الناس، فإن ذلك يشمل أيضًا كظم الغضب والعفو كلما أمكن ذلك. يقول الله تعالى:
(الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.) [سورة آل عمران الآية 134].
كما أن حسن معاملة الناس يتضمن الكف عن الأذى والرياء وإهانة الآخرين بالصدقة. يقول الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بضر ولا أذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر مثله كمثل الصوف عليه غبار ثم عليه فهطل المطر وبقي قاسيا غير قادر على التغلب عليه. كل ما كسبوه؛ والله لا يهدي الكافرين). [سورة البقرة الآية 264].

نصائح للتواصل مع الناس من القرآن الكريم

يتضمن القرآن الكريم مجموعة من النصائح المهمة التي يجب على المسلم أن يستخدمها في حياته اليومية مع الناس بشكل عام، وسنتعرف عليها فيما يلي أثناء النظر في موضوع الآية القرآنية عن العلاقات الطيبة مع الآخرين:

الحكيم لقمان يخاطب ابنه بمجموعة من النصائح التي وردت في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
(ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب من كان مختالاً ومتكبراً). [سورة لقمان الآية 18],
أي أنه لا ينبغي للإنسان أن يمشي على الأرض متفاخراً بنفسه، متكبراً على خلق الله عز وجل، ومفتخراً بلطفه وفضله.

ومن حسن الإحسان أيضًا الإحسان إلى الوالدين، والإحسان إليهما، وعدم إهمالهما أو عصيان طلباتهما ورغباتهما، إلا أن يؤمرا بأن يشركوا بالله أو يعصوا الله، فيكون الرد بالإحسان والإحسان. .

ثم يقول تعالى:
(ووصينا الإنسان في ولديه اللذين ولدتهما أمه في ضعف وسقم ففطمتاه ابن سنتين أن يشكر لي ولولده. إلي المصير.* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما لا تعلم فلا تطعهما ولا صاحبهما في الدنيا. واتبع سبيل الذي أناب إلي. ثم إلي مرجعكم فإنبئكم بما كنتم تعملون). [سورة لقمان الآيات من 14 إلى 15].
كما أن رد الأذى بالرفق والرحمة من الفضائل الأخلاقية، يقول الله تعالى:
(“لا يستوي الخير والشر، ادفع عن الذي هو خير، فإذا الذي بينك وبينه عدو كأنه عدو، حرس قريب” [سورة فُصلت الآية 34].

كان الرسول الكريم يعامل الناس من حوله

وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعامل أصحابه باللطف واللطف والرفق. وكان يسامح كل من أخطأ. كما كان يتشاور مع أصحابه قبل الغزوات وغيرها من الأمور. شجعهم، ووعدهم. النصر، ومنحهم الإرادة والقوة، كما كان يطلق على رفاقه ألقابًا كانت جيدة للترابط وتقوية العلاقات.

وكذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يعامل الأطفال باللطف والرفق والرحمة والحنان. وسمح لحفيديه الحسن والحسين بالصعود على ظهره أثناء الصلاة حتى يستقبل الأطفال ويحتضنهم ويقدم لهم الهدايا المتنوعة ليكون أفضل من يتعامل مع الأطفال الصغار.

كما تعامل مع أعدائه بأفضل طريقة ممكنة. وكان يعفو ويصفح إذا استطاع، ويدعو الله بالموعظة والحكمة. وقطع معهم العهود بعد أن تعرضوا أو أذيوا والتصق بهم. هناك قصة شائعة عن رجل جاء ليقتل الرسول فسجنه أحد أصحابه وقيده. فلما وصل كان أول ما سأله الرسول: هل أطعمت هذا الرجل؟

وكان -صلى الله عليه وسلم- ألطف الناس وألطفهم بالآخرين.

إن الآيات القرآنية المتعلقة بمعاملة الآخرين بشكل جيد هي موضوعات يجب أن يكون كل مسلم على دراية بها، ويعتبر القرآن الكريم منهجًا ومرجعًا لمعرفة كيفية التعامل مع الآخرين.