وهناك أحاديث الرسول عن الظلم كثيرة، وقد أوضحتها الأحاديث الشريفة، وتحريم هذا الأمر مهما كان نوعه، فهو يؤدي بالإنسان إلى هلاك الدنيا والآخرة، مما يجعله يواجه الكثير من الصعوبات والمشاق، كما أن لقد فعل في حق الآخرين. وقد وردت عواقب الظلم في بعض الآيات القرآنية مما يدل على خطورة الظلم. هذا السؤال وسنتعرف على تفاصيل أكثر من خلاله.

أحاديث النبي عن الظلم

الظلم مما نهانا عنه الله تعالى ورسوله الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم -. وقد جاء ذلك في حديث شريف من كلام أبي هريرة قاله من كلام النبي. :
«لا يرد طلب المظلوم، ولو كان فاسقًا، ففجوره على نفسه». [حديث من المعجم الأوسط]
مما يدل على شدة العقوبة التي ستلحق بالظالم.

ولذلك يفضل الابتعاد عن هذه الصفة السيئة التي ستؤدي بك إلى الهلاك، وتقلل من مكانتك عند الله ورسوله، ولن تقبل دعوتك مهما فعلت. الظلم يرشدك إلى الطريق الصحيح الذي تسلكه وتطلب العفو ممن أخطأت فيه، فتقبل توبتك. وهذه التصريحات هي كما يلي:

1. حديث صحيح رواه شاكر بالمسند.

قال عبد الله بن عمر عن النبي محمد:
أيها الناس، اتقوا الظلم، فإن يوم القيامة ظلمات».
وهذا الحديث الشريف ينهى عن الظلم، ويدل على أن صاحبه سيئ ولا يستحب الاقتراب منه، فيجب الخوف من الوقوع فيه، حتى لا يهلك الإنسان في الدنيا والآخرة.

وهذا الحديث لا يتعلق فقط بظلم الإنسان للإنسان. وينص بشكل عام على أنه من غير المقبول اضطهاد حيوان أو نبات أو أي كائن حي آخر. وبقية الحديث يدل على أن الظلم والقلة وسفك الدماء من المحرمات. مما يجعل الإنسان يدرك مدى عقوبة الظلم عند الله، فهو كالرجل يقتل ظلماً أو لا يعول أهله.

2. حديث صحيح من مصدر التوحيد.

قال أبو ذو الغفاري: «عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الله تبارك وتعالى:
قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وحرمت بينكم فلا تظالموا.
ومن أسماء الله الحسنى العدل، وهو الصفة المضادة للظلم، كما بين تعالى في لغة الرسول أنه من المحرمات التي ينبغي الابتعاد عنها بجميع أنواعها.

3- حديث الظلم في صحيح البخاري.

وجاء في حديث شريف عن أبي هريرة أنه قال عن الرسول:
«قال الله تعالى: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: الرجل الذي أعطاني ثم خانني، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا» “. وأخذ منه الدين ولم يعطه”.
وقد نقل النبي محمد كلام الله تعالى إلى أصحابه وقومه.

نحن ندعوك للقراءة

وقولهم: “أنا خصمهم يوم القيامة” يعني القول بأن الله ينافسهم يوم القيامة، وهذا هو التهديد بهذه الأفعال، كسائر الأشخاص المذكورين في الحديث. ظلموا في التجارة، فأوقعهم ذلك إثما عظيما يعاقب الله عليه عقابا شديدا.

4. حديث صحيح من الجامع الصغير.

وعن عبد الله بن عمر قال عن النبي محمد:
“اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كالشرارة”.
وفي الحديث ترغيب وترهيب بحسب ما إذا كنت ظالماً أو مظلوماً، ودلالة صعودها إلى السماء أنه ليس بينها وبين الله تعالى حجاب.

فإذا سلم ذلك قطعاً فإن كتاب الله الكريم يقول:
(ومن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض والله عند الله قليلا ما تذكرون) [سورة النمل: الآية 62]
ولذلك إذا ظلمتَ أحداً فاطلب منه المغفرة قبل أن تنال عقاب الله، حتى لو كان ذلك الشخص كافراً أو غير ملتزم بأمور الدين.

5- الحديث في بيان أنواع الظلم

عن أنس بن مالك، الذي قال عن النبي محمد:
الظلم ثلاثة أنواع: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه. وأما الظلم الذي لا يغفره الله فهو الشرك. قال الله تعالى: “إن الشرك لظلم عظيم، وأما الظلم الذي يغفره الله فهو ظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم”. فهي موجودة، وأما الظلم الذي لا يتركه الله، “وَتَبَغَى الْعِبَيدُ بَعْضُهُمْ حَتَّى دَينُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا”.
وقد بين هذا الحديث الشريف أنواع الظلم بالتفصيل والوضوح، فالظلم الذي يغفره الله هو أن يغفل العبد عن ربه ثم يتوب، أما أي نوع آخر من الظلم فلا يستهان به ويواجه الإنسان عقاب الله ويتوب. يصبح جزاؤه الجحيم. وهذا من أقوال الرسول. الظلم الذي لا ينبغي الاستهانة به.

عقوبة الظالم في الدنيا والآخرة

قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشرق فيه الأبصار). [سورة إبراهيم: الآية 42]
وإذا كان ما ورد في القرآن يتعلق بكلام الرسول عن الظلم، فهذا يؤكد العقوبة والهلاك الذي سيحل بالظالم، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وتتمثل هذه العقوبة في ما يلي:

  • اختفاء الخيرات والأرزاق من حياة الإنسان الظالم، وكذلك أسرته.
  • لقد ذل في الدنيا وأخرجه الله تعالى من رحمته.
  • الحرمان من النجاح سواء في الدنيا أو الآخرة.
  • سخط الله عليه ونزول الغضب عليه.
  • – مواجهة كافة أشكال العذاب كالأمراض وسرقة الأموال وغيرها.
  • وهذا يعطيك سمعة سيئة بين الآخرين.
  • أقبل دعوة من ظلمك مهما كان سببه لك من أذى أو أذى.
  • إن المعاناة من الحزن والاكتئاب لفترة طويلة قد تؤدي إلى إيذاء نفسك.

وبالنظر إلى ما قاله الرسول عن الظلم، ينبغي أن نحذر بشكل خاص في الحياة إذا ظلمنا أحداً، فهو من الأمور التي يصعب التوبة منها دون أن يتقبلها الطرف الآخر، فتجنب الظلم بجميع أشكاله.