وتوضح الآيات المتعلقة بسوء الظن بالناس أن الله تعالى نهانا عن الظن السوء، وأمرنا ألا نحكم على الآخرين بغير علم، لأن الظن السيء يعتبر نوعاً من الظلم، وذكر في كتابه أن الله لا يحب ذلك. فلنتعرف أيها الطغاة على تلك الآيات البينات التي توضح مدى حصانة الريبة.

آيات عن سوء الظن بالناس

إن الله تعالى يحب العدل بين الناس، ولا يحب أن يقع عباده في الظلم، لأن من ظن بالناس سوءا أتى بذنب يؤجر عليه. لأن الله تعالى قد صرح في كتابه أنه يحرم الحكم على الناس. والغيبة والبهتان، وما توضحه هذه الآية الكريمة هو:

  • }يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم فلا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ليأكل أحدكم لحم أخيه ميتا حتى لا يعجبكم واتقوا الله. وكان الله غفورا رحيما.{ ]عدد الكبائن: 12[

في تلك الآية الكريمة يخاطب الله عز وجل عباده الذين يؤمنون به، والذين يعملون بشرعه، ويسيرون على خطى النبي صلى الله عليه وسلم.

يأمرهم الله سبحانه وتعالى بأن يبتعدوا عن سوء الظن بالغير، ولا يتهمون بعضهم بدون دليل واضح، فإن سوء الظن إثم عند الله عز وجل.

كما يأمرهم الله عز وجل بألا يتبعون عورات الغير، ولا يتحدثون عن غيرهم في غيابه، كما يأمرهم بأن يتقوه ويذكرهم بأن التوبة مقبولة، وأن الله رحيم بعباده.

  • }وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ{ ]دولفين: 36[

في تلك الآية الكريمة يوضح لما الله عز وجل أن الظن من أفعال المشركين، كما يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سوف يعاقبهم على ما فعلوه، فإنه هو العليم بكل شيء.

  • }بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا{ ]الفتوحات: 12[

إن أسوأ أنواع الظن السوء هو الظن بالله سبحانه وتعالى، ففي هذه الآية من سورة الفتح، يخاطب الله المشركين.

يقول إنهم اعتقدوا بأن محمد عليه الصلاة والسلام ومن اتبعه سوف يهلكون، ولن يستطيعون العودة إلى المدينة، وقد وضع الشيطان هذا الاعتقاد في صدورهم.

كما أن ظنهم برب العالمين كان سيئ، بأنه لن ينصر نبيه الكريم وعباده المؤمنين، وأشار الله عز وجل بأنه سوف يهلكهم بما ظنوا بالله سبحانه وتعالى.

  • }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ{ ]الخزانات: 6[.

في تلك الآية أمر من الله عز وجل المؤمنين، بأن يتأكدوا من الأخبار التي تأتيهم، ولا بد من التعرف إلى الحقيقة، حتى إذا أنهم أساءوا الظن بالناس دون علم أو دليل، فإن ذلك العمل سوف يندمون عليه ندمًا شديدًا.

هذه إشارة من الله سبحانه وتعالى بأنه سوف يهلكهم على ما فعلوه، وعلى اتهامهم الباطل بالناس.

آثار سوء الظن

بعد أن عرضنا آيات عن سوء الظن بالناس فإنه من الجدير بالذكر أن سوء الظن من الأمور التي تتسبب في حدوث العديد من الآثار السلبية على المرء، وتتمثل تلك الآثار فيما يلي:

1- سبب الوقوع في الضلال

لإن سوء الظن بالناس من الأمور التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى، لذلك فإن فعلها يعتبر مخالفة لأوامر الله عز وجل، ومن يخالف أوامر رب العالمين، فإنه يقع في الذنب، والضلال.

2- الأخلاق السيئة للإنسان

الجدير بالذكر أن سوء الظن من الأمور التي تجعل الإنسان يتصف بالصفات السيئة، ويبدأ أن يغتاب وينم على الآخرين، وكل تلك الصفات نهى الله سبحانه وتعالى عنها في كتابه الكريم، فهو بذلك يتبع خطوات الشيطان ويبتعد عن الله سبحانه وتعالى.

3- انتشار العداء والحقد بين الناس

في سياق التعرف إلى آيات عن سوء الظن بالناس، فإن سوء الظن بالناس يجعل هناك الكثير من الأحقاد والعداء، وتنتشر الخلافات، ويتفرق المجتمع.

هذا عكس ما أمرنا الله به بأن نتحد وألا نتفرق أبدًا، فإن من يظن بالناس السوء، فإنه بذلك يزرع الحقد والكراهية بينهم.

4- سوء الظن يتسبب في تتبع عورات الغير

إذا تتبعنا النتائج التي تحدث في حالة الظن السيئ بالناس، فإن ما قاله الإمام الغزالي عن هذا الأمر يفيد بأن سوء الظن يجلب التجسس على الآخرين، وتتبع عوراتهم.

هذا ما نهانا الله سبحانه وتعالى عنه في قوله تعالى} ولا تجسسوا{ ]الحكورة: 12[هذا الموضوع ورد في الآية أن الله ينهى عن الظن[،وجاء هذا الأمرفينفسالآيةالتينهىاللهفيها عن سوء الظن][BukonuAllah’ıngüvensizliğiyasakladığıayettegeçmektedir[،وجاءهذاالأمرفينفسالآيةالتينهىاللهفيهاعنسوءالظن

وهذا يجعل الشكوك والتجسس وملاحقة عورات الناس مرتبطة بالله في مكان واحد، وعقابهم عند الله شديد.

5- ظهور الصراعات والمشاكل الأسرية

ولا يمكن تجاهل نتيجة عدم الثقة هذه، لأن السبب الأهم الذي يؤدي إلى نشوب الصراعات الأسرية هو عدم ثقة الفرد بالآخرين.

وما يقوله ابن القيم عن الشك وانعدام الأمن هو أن الغيرة أمر شائع بين الأصدقاء وأفراد الأسرة والعشاق والأزواج.

أما إذا كانت الغيرة مصحوبة بالشك وعدم الأمان فإن الله تعالى لا يحبها وقد حرمها علينا في القرآن مرات عديدة.

لأن الشك وعدم الثقة من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى الانفصال والطلاق ومعاقبة الطرف الآخر أكثر مما يستحق، فقط بسبب الشك وعدم الثقة غير المثبتة.

6- فقدان الثقة بين المؤمنين

وبالإضافة إلى معرفة الآيات التي تتحدث عن سوء الظن بالناس، يمكن القول أن انعدام الأمن بين المؤمنين هو أحد الأبواب التي يدخل منها الشيطان، ويمكن أن يتسبب في سقوط المسلم في الذنوب والكبائر.

قال الإمام الغزالي: من أعظم كيد الشيطان أن يسيء الظن بالمسلمين بعضهم لبعض. لأن انعدام الأمن غيبة وغيبة، وهذه الصفات حرمها الله. العقاب عظيم.